لقد أتى يسوع لكي “يعظّم الشريعة ويكرمها”، لم يكن عمله التقليل من شأن عظمتها بل ليزيها عظمة. والكتاب يقول عنه إنه: “لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض” (إشعياء 42 : 21، 4). لقد أتى ليحرر السبت من تلك الأحمال العسرة الحمل التي حولته إلى لعنة بدل كونه بركة. ML 183.2
لهذا السبب اختار يوم السبت ليجري فيه معجزة الشفاء عند بركة بيت حسدا. كان يمكنه أن يشفي ذلك المريض في أي يوم آخر من أيام الأسبوع ، أو كان يكتفي بشفائه دون أن يأمره بحمل سريره . ولكن هذا لم يكن ليتيح له الفرصة التي أرادها . لقد كان المسيح يخفي غرضا حكيما في كل عمل من أعمال حياته على الأرض ، فكل ما عمله كان عملا هاما في ذاته وفي الدرس المنطوي عليه . فمن بين المرضى المجتمعين حول البركة اختار المسيح أردأ حالة ميئوس منها ليجري في ذلك المريض قوته الشافية . وأمر الرجل أن يحمل سريره ويطوف في أنحاء المدينة لكي يذيع خبر تلك المعجزة التي قد أجريت فيه ، فهذا جعل الناس يتساءلون عما يحل عمله في السبت وما لا يحل . وفتح أمامه الباب لينبذ القيود اليهودية المفروضة على يوم الرب وليعلن بطلان التقاليد. ML 183.3
لقد أبان لهم يسوع أن شفاء المرضى هو على أتم وفاق مع شريعة السبت. وهو على أتم وفاق مع عمل ملائكة الله الذين هم على الدوام ينزلون ويصعدون بين السماء والأرض ليخدموا البشرية المتألمة . لقد أعلن يسوع قائلا: “أَبِي يعملُ حتَّى الآنَ وَأَنا أعمل” (يوحنا 5 : 17).رإن كل الأيام هي أيام الرب وفيها يمكن أن ينفذ خططه لخير رالجنس البشري . فلو كان تفسير اليهود للناموس صحيحا فمعنى هذا أن الله مخطئروحاشاه أن يكون ذلك . مع أن عمله قد أحيا كل الكائنات الحية وعاضدها منذ وضعرأساسات الأرض . إذا فذاك الذي قال عن عمله أنه حسن وفرض السبت لإحياء ذكرى إنجاز ذلك العمل ينبغي أن يتوقف عن عمله الذي يسير دون توقف في كل الكون. ML 184.1