“لَما جاءَ ملْءُ الزمانِ ، أَرْسلَ اللهُ ابَنه . . . لِيفَتديَ الَّذين تَحت النَّاموسِ ، لِنَنالَ التَّبنِّي” (غلاطية 4 : 5، 4). ML 29.1
لقد أُنبئ عن مجيء المخلص في جنة عدن. إن آدم وحواء عندما سمعا أولا هذا الوعد كانا ينتظران إتمامه سريعا . وبفرح عظيم استقبلا ابنهما البكر على أمل أن يكون هو المخلص . ولكن إنجاز الوعد تأخر ، فذانك اللذان قد أعطي لهما الوعد أولا ماتا دون أن يريا المخلص . ومنذ أيام أخنوخ تكرر الوعد على أفواه الآباء والأنبياء ، وبذلك حفظوا رجاء مجيئه حيا ، ومع ذلك فإنه لم يأتِ . وقد كشفت نبوة دانيال عن وقت مجيئه ، ولكن لم يفسر جميع الناس هذه الرسالة التفسير الصائب . انقضت القرون تباعا وصمتت أصوات الأنبياء ، وثقلت أيدي الطغاة الظالمين على إسرائيل ، وكاد كثيرون يصرخون قائلين: “قَد طَاَلت الأَيامُ وَخابت كُلُّ رُؤْيا” (حزقيال 12 : 32). ML 29.2
ولكن كما تدور الكواكب في أفلاكها الوسيعة في مداراتها المعينة فكذلك مقاصد الله لا تعرف عجلة ولا إبطاء. فعن طريق رمزي الرعبة المظلمة وتنور الدخان أعلن الرب لإبراهيم أن بني إسرائيل سيستعبدون للمصريين وقال له إن مدة العبودية ستطول إلى أربع مئة سنة . ثم قال له: ” وَبعد ذلِك يخرجونَ بِأَملاَكٍ جزِيَلة (تكوين 15 : 14). و لقد عبأ فرعون كل قوى إمبراطوريته الجبارة لمحاربة ذلك الوعد ولكن كل ذلك كان عبثا: “وَ كانَ . . . في ذلِك اْليومِ عينه (المعين في الوعد الإلهي) ، أَنَّ جميع أَجَنادِ الربِّ خَرجت من أَرْضِ مصر” (خروج 12 : 41) . وكذلك في محفل السماء تقررت ساعة مجيء المسيح. وعندما أشارت ساعة الزمن العظيمة إلى تلك الساعة ولد يسوع في بيت لحم. ML 29.3