وكما أعلنت الرسالة التي نطق بها المسيح في مجيئه الأول ملكوت نعمته ، كذلك ستعلن رسالة مجيئه الثاني ملكوت مجده. والرسالة الثانية مبنية على النبوات كما كانت الأولى . إن أقوال الملاك لدانيال المتعلقة بالأيام الأخيرة كانت لتفهم في وقت النهاية . في ذلك الوقت: “ كثيرون يتفحصونه والمعرفة تزداد” ، “ أنا الأشرار فيفعلون شراً. ولا يفهم أحد الأشرار، لكن الفاهمون يفهمون” (دانيال 12 : 4 و 10). وقد أعطى المخلص نفسه علامات خاصة بمجيئه فيقول: “متى رأيتم هذه الأشياء صائرة، فاعلموا أن ملكوت الله قريب” ، “فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة، فيصادفكم ذلك اليوم بغتة” ، “اسهروا إذاً وتضرّعوا في كل حين، لكي تحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون، وتقفوا قدّام ابن الإنسان” (لوقا 21 : 31 و 34 و 36). ML 208.4
لقد وصلنا إلى الزمان الذي قد أنبأت عنه هذه الآيات ، وأتى وقت النهاية ، فكشف الستار عن نبوات الأنبياء ، وإنذاراتهم الخطيرة توجه أنظارنا إلى مجيء سيدنا في مجده وهو قريب جدا. ML 209.1
لقد حرف اليهود كلمة الله وأساءوا تطبيقها فلم يعرفوا زمان افتقادهم. فسنو خدمة المسيح ورسله ، والسنوات الأخيرة الثمينة ، سنو النعمة للشعب المختار- كل هذه السنين قضوها في التآمر على قتل رسل الرب . لقد انهمكوا في المطامع الأرضية وعبثا قدمت لهم هبة الملكوت الروحي . كذلك الحال اليوم فإن مملكة هذا العالم تستأسر أفكار الناس ولذلك لا يلتفتون إلى سرعة إتمام النبوات وعلامات ملكوت الله الآتي سريعا. ML 209.2
“وأما أنتم أيها الإخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص. جميعكم أبناء نور وأبناء نهار. لسنا من ليل ولا ظلمة”. فمع أننا لا نعرف اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها الرب فيجب أن نعرف مجيئه قريب: “فلا ننم إذاً كالباقين، بل لنسهر ونصح” (1 تسالونيكي 5 : 4 — 6). ML 209.3