فجعلوا يتساءلون قائلين: من هو يسوع هذا ؟ إن هذا الذي يدعي لنفسه مجد مسيا هو ابن نجار كان يزاول حرفته مع أبيه يوسف . لقد رأوه وهو يتعب في صعود الجبال والنزول منها ، وكانوا يعرفون إخوته وأخواته وحياته وخدماته . لقد رأوه وهو ينمو من الحداثة إلى الشاب ومن الشباب إلى الرجولة . ومع أن حياته كانت بلا لوم فانهم لم يريدوا أن يؤمنوا بأنه هو الموعود ب. ML 211.3
ما أعظم الفرق بين ما يعلَّم به عما يختص بالملكوت الجديد وما سمعوه من شيخهم! إن يسوع لم يذكر شيئا عن تحريرهم من نير الرومان. لقد سمعوا عن معجزاته وكانوا يرجون أنه سيستخدم قوته فيما يؤول إلى نفعهم وخيرهم ، ولكنهم لم يسمعوا منه ما يدل على تحقيقه لتلك الغاية . ML 211.4
وعندما أفسحوا المجال للشكوك زادت قساوة قلوبهم بعدما لانت قليلاً . لقد عقد الشيطان العزم على ألا تُفتح عيون العمى في ذلك اليوم ، ولا أن تحرر النفوس المستعبدة . وبكل ما من نشاط وقوة أراد أن يكبلهم بقيود عدم الإيمان ، فلم يقيموا أي وزن للعلامة التي قد أعطيت عندما اهتزت مشاعرهم إذ علموا أن فاديهم هو الذي يخاطبهم. ML 212.1
ولكن يسوع أعطاهم الآن البرهان على ألوهيته بكونه كشف عن أفكارهم الخفية: “ فقال لهم: على كل حال تقولون لي هذا المثل: أيها الطبيب اشف نفسك! كم سمعنا أنه جرى في كفرناحوم، فافعل ذلك هنا أيضاً في وطنك، وقال: الحق الحق أقول لكم: إنه ليس نبي مقبولاً في وطنه. وبالحق أقول لكم: إن أرامل كثيرة كنّ في إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت السماء مدّة ثلاث سنين وستة أشهر، لما كان جوع عظيم في الأرض كلها، ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها، إلا إلى امرأة أرملة، إلى صرفة صيداء. وبرص كثيرون كانوا في إسرائيل في زمان أليشع النبي، ولم يطهر واحد منهم إلا نعمان السرياني” (لوقا 4 : 23 — 27). ML 212.2