إن يسوع إذ ذكر علاقة هذه الحوادث بالأنبياء واجه تساؤل سامعيه. فعبيد الله الذين قد اختارهم لعمل خاص لم يسمح لهم أن يتعبوا مع شعب صلب الرقاب عديمي الإيمان قساة القلوب . ولكن أولئك الذين كانت لهم قلوب تحس وإيمان يثق ، أحسن الله إليهم إحسانات خاصة بإظهار قدرته بواسطة الأنبياء . ففي زمان إيليا ارتد الشعب عن الله وتعلقوا بخطاياهم ورفضوا إنذارات الروح بواسطة رسل الرب وبذلك قطعوا صلتهم بالوسيلة التي عن طريقها تأتيهم بركات الله . لقد مر الرب على بيوت إسرائيل ووجد لخادمه ملجأ في أرض وثنية عند امرأة لم تكن من الشعب المختار . ولكن هذه المرأة نالت نعمة لأنها اتبعت النور الذي حصلت عليه فانفتح قلبها للنور الأعظم الذي أرسله الله إليها بواسطة النبي. ML 212.3
ولنفس هذا السبب أغفل البرص في إسرائيل في أيام أليشع. أما نعمان الذي كان أميراً وثنياً فكان أمينا لاقتناعه بالصواب وقد أحس بحاجته العظمى إلى المعونة. فكان في حالة تؤهله لقبول هبات نعمة الله . ولم يطهر فقط من برصه بل حصل على بركة معرفة الإله الحقيقي. ML 212.4
إن موقفنا أمام الله يتوقف لا على مقدار النور الذي حصلنا عليه. بل على كيفية استخدام ما قد حصلنا عليه . وهكذا حتى الوثنيون الذين يختارون الحق على قدر ما يستطيعون أن يميزوه هم في حالة أفضل ممن قد حصلوا على نور عظيم ويعترفون بأفواههم بأنهم يخدمون الله ولكنهم يستخفون بالنور . وبحياتهم اليومية يناقضون اعترافهم. ML 213.1
إن أقوال يسوع التي نطق بها في مسامع شعب الناصرة في المجمع ضربت شجرة برهم الذاتي من أصولها إذ اضطرهم إلى الاقتناع بالحقيقة المرة وهي أنهم قد ارتدوا عن الله وخسروا حقهم في الإدعاء بأنهم شعبه. وقد كانت كل كلمة قالها كسيف حاد حين كشف لهم عن حالتهم على حقيقتها . وهاهم الآن يحتقرون الإيمان الذي كان يسوع قد ألهمهم به في البداءة . فلم يريدوا التسليم بأن ذاك الذي نشأ في أحضان الفقر والمسكنة هو أكثر من إنسان عادي. ML 213.2
وقد حبل عدم إيمانهم فولد حقدا وضغينة ، فتحكم الشيطان فيهم. وفي غضبهم صرخوا ضد المخلص . لقد ارتدوا عن ذاك الذي كان عمله شفاء النفوس ورد هّا . وظهرت فيهم الآن صفات المهلك. ML 213.3