وعندما أشار يسوع إلى البركات التي منحت للأمم ثارت كبرياء سامعيه القومية وضاع كلامه في وسط جلبة أصواتهم. كان هؤلاء الناس يفتخرون بحفظهم للناموس ، أما الآن وقد جرح تعصبهم فقد كانوا على أهبة ارتكاب جريمة قتل . انفض الاجتماع ثم ألقوا أيديهم على يسوع وأخرجوه بعنف من المجمع ومن المدينة ، وبدا كأنهم جميعاً كانوا متعطشين إلى إهلاكه فأسرعوا به إلى حافة هوة وقد عولوا على طرحه إلى أسفل . وارتفعت أصوات الصياح والشتائم وبعضهم كانوا يرشقونه بالأحجار . وإذا به يختفي من أمامهم فجأة . إن رسل السماء الذين كانوا إلى جانبه وهو في المجمع كانوا يعسكرون من حوله وهو في وسط ذلك الجمع الغاضب إلى حد الجنون . لقد حفظوه من أعدائه وأخذوه إلى مكان أمين. ML 213.4
وكذلك حفظ الملاكان لوطا وأخرجاه سالما من وسط سدوم ، كما حفظت الملائكة أليشع في المدينة الجبلية الصغيرة ، إذ عندما عسكرت جيوش ملك آرام ومركباته وفرسانه حول تلك المدينة رأى أليشع الجبال لقريبة إليه وقد احتشدت فيها جيوش الله- خيل ومركبات من نار حول خادم الرب. ML 214.1
كذلك هي الحال في كل الأجيال ، فإننا نجد الملائكة قريبين من أتباع يسوع الأمناء إن حلفاء الشر الكثيرين يصطفون لمحاربة كل من يريدون أن ينتصروا ، ولكن المسيح يريدنا أن ننظر إلى ما لا يرى ، إلى جيوش السماء التي تعسكر حول من يحبون الله لتنقذهم. لقد حفظنا من مخاطر كثيرة منظورة وغير منظورة إذ تدخلت الملائكة لحراستنا. ولن نعرف كثرة تلك المخاطر التي قد نجونا منها حتى نرى حوادث عناية الله في نور الأبدية . وحينئذ سنعرف أن كل الأسرة السماوية كانت مهتمة بأسرة الرب على الأرض ، وأن الرسل القادمين من أمام عرش الله كانوا يلازمون خطواتنا يوماً فيوماً. ML 214.2