إن مدة خدمة المسيح بين الناس كانت هي الفرصة التي نشطت فيها جنود مملكة الظلمة بأكثر قوة. ولمدى دهور طويلة حاول الشيطان وملائكته الأشرار استرقاق الناس والسيطرة على أجسامهم وأرواحهم لكي يوقعوهم تحت سلطان الخطية والآلام ، وحينئذ حاول أن يلقي اللوم في كل هذا الشقاء على الله . ولكن يسوع كان يعلن للناس صفات الله وكان يحطم قوة الشيطان ويحرر أسراه ، فكانت حياة جديدة ومحبة جديده وقوة جديدة ترف على قلوب الناس . ولهذا ثار سلطان الظلمة وناضل لكي تسود مملكته . وقد عبأ الشيطان كل جيوشه وفي كل خطوة كان يحارب عمل المسيح. وهكذا ستكون الحال في النضال الأخير العظيم بين البر والخطية. فعندما ينبثق نوروحياة وقوة جديدة من الأعالي على تلاميذ المسيح تنهض قوة معاكسة من أسفل لتنعش أعوان الشيطان وتنشطهم . إن القوة والعنف يسيطران على كل عنصر أرضي . وإن رئيس قوات الشر بخداعه الذكي الذي قد أكتسبه مدى أجيال الصراع الطويلة يعمل عمله متنكرا ، فهو يظهر في شبه ملاك نور . ولذلك تنجذب جماهير غفيرة من الناس “تابعين أرواحاً مضلّة وتعاليم شياطين” (1 تيموثاوس 4 : 1). ML 230.3
وفي أيام المسيح كان رؤساء إسرائيل ومعلموهم عاجزين عن مقاومة عمل الشيطان .فلقد أهملوا الوسيلة الوحيدة التي بواسطتها يستطيعون أن يصمدوا للأرواح الشريرة. إن المسيح غلب الشرير بقوة كلمة الله . وقد ادعى رؤساء إسرائيل أنهم مفسرو كلمة الله ، ولكنهم درسوها فقط لكي يعاضدوا تقاليدهم ويلزموا الشعب بحفظ وصايا الناس . ولكن تفسيرهم الذي ما أنزل الله به من سلطان ، جعل الحق الإلهي مشوها . وتفسيرهم الغامض زاد من تعقيد الحق الذي قد أوضحه الله . وكانت مجادلاتهم تدور حول اصطلاحات تافهة ولكنهم بالفعل أنكروا الحقائق الجوهرية . وهكذا استشرى الإلحاد . فلقد جردَت كلمة الله من قوتها فنجحت بذلك مقاصد الأرواح الشريرة. ML 231.1