إن السبب الخفي في البلية التي جعلت هذا الرجل منظره مخيفا لأصدقائه وعبئا ثقيلا على نفسه كان في حياته. لقد بهرته ملذات الخطية وخلبت لبه فأراد أن يجعل حياته مسرحا دائما للأكل والسكر والعربدة. لم يكن يعلم بأنه سيصير رعبا للعالم وعارا على أسرته . لقد ظن أنه سيقضي أيامه في اللهو البريء ، ولكن ما أن خطا أول خطوة في الطريق المنحدر حتى أسرع يهوي إلى أسفل . لقد أفسد الإفراط والطيش صفات طبيعته النبيلة ، وسيطر عليه الشيطان سيطرة كاملة. ML 229.4
ندم الرجل وتحسر ولكن بعد فوات الأوان. فعندما كان مستعدا لأن يضحي بالثروة والملذات لكي يستعيد رجولته الضائعة صار عاجزا إذ كان ممسكا في قبضة الشرير . لقد دخل بنفسه إلى أرض العدو فسيطر الشيطان على كل قوى عقله ونفسه ، إذ أغواه المجرب بكثير من العروض المغرية . ولكن حالما صار ذلك المسكين تحت سلطانه صار العدو عديم الرحمة في قسوته ومرعبا عندما كان يفتقده بحضوره . وهكذا ستكون الحال مع كل من يخضعون للشر ، فإن الملذات الفاتنة التي انغمسوا فيها في بكور حياتهم تنتهي بظلمة اليأس أو الجنون الذي يهاجم العقل ويحطمه. ML 230.1
إن نفس الروح الشرير الذي جرب المسيح في البرية والذي تحكم في قوى ذلك المجنون في كفرناحوم هو ذاته الذي سيطر على اليهود العديمي الإيمان. ولكن بالنسبة إليهم تزيا بزي التقوى إذ خدعهم فيما يختص ببواعثهم في رفض المخلص . فكانت حالتهم ميئوسا منها أكثر من حالة ذلك المجنون إذ لم يكونوا يحسون بحاجتهم إلى المسيح ولذلك تمكنت منهم قوة الشيطان. ML 230.2