إن العوالم غير الساقطة كانت قد راقبت باهتمام عظيم لترى الرب يقوم ويكتسح سكان الأرض. ولو فعل الله هذا فإن الشيطان كان على أتم استعداد لتنفيذ خطته في الظفر بولاء الخلائق السماوية . كان قد أعلن من قبل أن مبادئ حكم الله تجعل الغفران أمرا مستحيلا . فلو أهلك العالم لكان الشيطان يدعي أنه قد تبرهن صدق اتهاماته . كان مستعدا لأن يعود باللائمة على الله ، وينشر عصيانه في العوالم العليا . ولكن بدلا من أن يهلك الله العالم أرسل ابنه ليخلصه . ومع أنه كان يرى الفساد وتحدي الله العلي في كل أنحاء العالم الشرير فقد أعد تدبيرا لرد هذا العالم إلى الله . وفي اللحظة الحاسمة عندما بدا وكأن الشيطان سينتصر جاء ابن الله برسالة النعمة الإلهية . وفي كل عصر وكل ساعة ظهرت محبة الله لجنسنا الساقط .ورغم فساد الناس فقد ظهرت دلائل رحمة الله المستمرة نحوهم . ولما جاء ملء الزمان تمجد الله في كونه أغدق على العالم سيلا من نعمته الشافية التي لم يمكن حجزها أو منعها حتى يتم تدبر الخلاص ML 34.1
لقد سر الشيطان لكونه أفلح في تشويه صورة الله في البشرية. حينئذ أتى يسوع ليعيد إلى الإنسان صورة خالقه . وليس أحد غير المسيح يستطيع أن يشكل من جديد خلق الإنسان بعدما دمرته الخطية . لقد أتى ليطرد الشياطين الذين تحكموا في إرادة الإنسان ، أتى يرفعنا من التراب ويخلق من جديد صفاتنا التي قد فسدت لتكون على مثال صفاته الإلهية وليجعلها بهية بمجده ML 34.2