فلما أتى يسوع وامتزج بالشعب وكان يأكل ويشرب على موائدهم اتهموه بأنه أكول وشريب خمر . مع أن نفس الناس اللذين وجهوا إليه هذه التهم كانوا مذنبين . وكما أن الله قد أسيء تمثيله ونسبت إليه صفات الشيطان ، كذلك زيف هؤلاء الأشرار صفات رسل الرب. ML 250.3
لم يكن الفريسيون يريدون أن يقتنعوا بأن غاية يسوع من أكله مع العشارين والخطاة كانت أن يجيء بنور السماء إلى أولئك الجالسين في الظلمة ، ولم يريدوا أن يصدقوا بأن كل كلمة نطق بها هذا المعلم الإلهي كانت بذرة حية ستنمو وتثمر لمجد الله. لقد أصروا على رفض النور ، ومع أنهم كانوا قد رفضوا رسالة المعمدان وقاوموها كانوا يريدون الآن أن يتوددوا إلى تلاميذه على أمل أن يقنعوهم بالتعاون معهم ضد يسوع. فصوروا لهم يسوع كمن يستخف بالتقاليد القديمة ، وجعلوا يصورون لهم الفارق العظيم بين تقوى المعمدان المتشدد ومسلك يسوع بأكله مع العشارين والخطاة. ML 250.4
في هذا الوقت كان تلاميذ يوحنا رازحين تحت ثفل حزن عظيم. وكان ذلك قبل زيارتهم ليسوع حاملين إليه رسالة من يوحنا . كان معلمهم المحبوب سجينا ، وكانوا يقضون أيامهم في النوح والبكاء . ولم يبذل يسوع أي مسعى لإخراج يوحنا من السجن بل بدا وكأنه يعيب تعاليمه . فإذ كان يوحنا مرسلا من الله فلماذا كان يسوع وتلاميذه يعيشون عيشة تختلف عن عيشة المعمدان؟ ML 251.1