لقد كانت صورة مفرحة رسمتها كلمات المسيح. ولكن كانت في ثناياها ظلال كثيفة لم يرها أحد سواه فلقد قال: “ولكن سيأتي أيام حين يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون في تلك الأيام” (لوقا 5 : 35). فحين يرى التلاميذ سيدهم مسلما للموت ومصلوبا سينوحون ويصومون . لقد قال لهم في خطابه الوداعي وهم في العلية: “بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل أيضاً ترونني الحق الحق أقول لكم: إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح” (يوحنا 16 : 19 و 20). ML 252.2
فعندما يخرج حيا من قبره سيتحول حزنهم إلى فرح. وبعد صعوده إلى السماء سيغيب عنهم بالجسد ولكنه سيظل معهم في شخص المعزي ، ولن يقضوا أيامهم في البكاء والنوح . هذا ما كان يبغيه الشيطان . كان يريدهم أن يقنعوا العالم بأنهم قد خدعوا وأن آمالهم قد خابت . ولكن كان عليهم أن يشخصوا بالإيمان في المقدس الأعلى حيث يسوع يخدم لأجلهم ، وكان عليهم أن يفتحوا قلوبهم للروح القدس نائب يسوع وأن يبتهجوا بنور حضوره . ولكن ستأتي أيام محن وتجارب حين يجب عليهم أن يشتبكوا في صراع مع ولاة هذا العالم وقواد مملكة الظلمة حين لا يكون المسيح معهم بشخصه ويخفقون في معرفة المغزى ، فحينئذ سيكون من الأنسب لهم أن يصوموا. ML 252.3