إن الله يغدق بركاته على الجميع: “ يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين” (متى 5: 45). وهو “منعم على غير الشاكرين والأشرار” (لوقا 6 : 35). وهو يأمرنا بأن نتمثل به ، فلقد قال يسوع: “باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم ... لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات” (متى 5 : 44، 45). هذه هي مبادئ الشريعة وهي ينبوع الحياة . إن مقياس الله لأولاده هو أسمى من كل ما يمكن أن يصل إليه الفكر البشري: “فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل” (متى 5 : 48). هذا الأمر هو وعد . إن تدبير الفداء يشمل تحررا كاملا لنا من سلطان الشيطان . لأن المسيح دائما يعزل النفس المنسحقة ويفصلها عن الخطية . لقد أتى لكي ينقض أعمال إبليس ، وقد أعد العدة لكي يمنح الروح القدس لكل نفس تائبة لحفظها من ارتكاب الخطية. ML 287.4
إن وجود عمل المجرب ينبغي ألا يكون عذرا لأي إنسان لكي يرتكب خطية واحدة. والشيطان يفرح جدا عندما يسمع أولئك الذين يعترفون بأنهم أتباع المسيح يعتذرون عن أخلاقهم المشوهة الضعيفة ، فهذه الأعذار هي التي تقود إلى الخطية . ولكن ليس لأي إنسان أي عذر لارتكاب الخطية . إن الخلق المقدس والطبع الوديع والحياة المسيحية هي في متناول كل ابن الله تائب ومؤمن. ML 288.1
إن مقياس الخلق المسيحي هو التمثل بالمسيح. فكما كان ابن الإنسان كاملا في حياته كذلك يجب على كل تابعيه أن يكونوا كاملين في حياتهم . لقد كان يسوع شبيها بإخوته في كل شيء . فلقد صار جسدا مثلنا . جاع وعطش وتعب . وقد أسند قلبه بالطعام وانتعش بالنوم وقاسم الناس في نصيبهم ، ومع ذلك فقد كان هو ابن الله الذي بلا عيب . كان هو الله الظاهر في الجسد ، وينبغي أن تكون صفاته لنا . إن الرب يقول عمن يؤمنون به: “إني سأسكن فيهم وأسير بينهم، وأكون لهم إلهاً، وهم يكونون لي شعباً” (2 كورنثوس 6 : 16). ML 288.2
المسيح هو السلم التي رآها يعقوب ترتكز بقاعدتها على الأرض ورأسها تمس السماء ، حتى إلى أعتاب المجد. فلو قصرت هذه السلم دون الوصول إلى الأرض درجة واحدة لكنا قد هلكنا . ولكن المسيح يصل إلينا في مستوانا . لقد اتخذ طبيعتنا وانتصر حتى إذا أخذنا طبيعته ننتصر . ومع إن الله “أرسل ابنه في شبه جسد الخطية” (رومية 8 : 3) فقد عاش بلا خطية . والآن هو بألوهيته يمسك بعرش السماء ، بينما ببشريته يتصل بنا . وهو يأمرنا أن نبلغ مجد صفات الله بالإيمان به . لذلك يقول متشددا: “فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل”. ML 288.3