لقد سبق يسوع فأبان لنا في أي شيء ينحصر البر ، كما أشار إلى الله على اعتبار أنه مصدره. والآن ها هو يتجه إلى الواجبات العملية . ففي الصدقات والصلوات والأصوام قال لنا لا تفعلوا شيئا لكي تسترعوا انتباه الناس إليكم أو لتحصلوا على المديح والمجد العالمي . قدم عطاياك لي بإخلاص في الخفاء لإسعاف المساكين المتألمين . وفي الصلاة لتكن النفس في شركة مع الله . وفي الصوم لا تسر في طريقك خافض الرأس وقلبك ممتلئ بتفكيرك في نفسك . إن قلب الفريسي هو تربة قاحلة لا نفع فيها ولا يمكن أن ينمو فيها بذار الحياة الالهية . ولكن ذاك الذي يسلم نفسه لله بدون تحفظ هو الذي يقدم لجلاله أعظم خدمة مقبولة ، لأنه عن طريق الشركة مع الله يصير الناس عاملين معه في إظهار صفاته في البشرية ML 289.1
والخدمة التي تقدم بإخلاص القلب لها جزاؤها “أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية” (متى 6 : 4). فبالحياة التي نحياها بنعمة المسيح تتكون أخلاقنا ، وسيعود إلى النفس جمالها الأصلي ، وتغرس فينا صفات المسيح ، والصورة الإلهية يبدأ سناها يشع من قلوبنا . إن وجوه الرجال والنساء الذين يسيرون ويحملون مع الله تعبر عن سلام السماء ويكونون محاطين بجو سماوي . فلمثل هؤلاء الناس قد بدأ ملكوت الله . إن لهم فرح المسيح ، فرح كونهم بركة للآخرين ، ولهم فخر كونهم قد قبلوا لخدمة السيد ، واستؤمنوا على عمله ليعملوه باسمه. ML 289.2