على كل من اختاروا خدمة الله إن يستريحوا إلى عنايته ورعايته. وقد أشار المسيح إلى طيور السماء وزنابق الحقل ، وأمر سامعيه أن يتأملوا في هذه الخلائق ، ثم قال: “ألستم أنتم بالحري أفضل منها؟” (متى 6 : 26). إن مقياس التفات الله إلى أي شيء يتناسب مع مكانته في ميزان الوجود . وعناية الله ترعى الطائر الصغير وتسهر عليه .وزنابق الحقل والعشب الذي يكسو الأرض بحلة خضراء يانعة لها نصيب في اهتمام الأب السماوي ورعايته . إن المهندس الأعظم فكر في الزهور وزنابق الحقل فجملها بحيث فاق جمالها مجد سليمان . فكم وكم يهتم بالإنسان الذي هو صورة مجد الله . وهو يتوق لأن يرى أولاده متشبهين به في الصفات . ومثلما تعطي أشعة الشمس للزهور ألوانها الناصعة هكذا يعطى الله للروح الوديعة جمال صفاته الإلهية. ML 290.2
إن كل من يختارون ملكوت المسيح الذي هو ملكوت المحبة والبر والسلام ويجعلون مطاليبه ومصالحه فوق كل ما عداها هم مرتبطون بالعالم السماوي ، وكل بركة يحتاجون إليها في هذه الحياة هي لهم. وفي سفر عناية الله ، سفر الحياة ، خصص لكل منا صفحة فيه . وفي تلك الصفحة تكتب كل تفاصيل تاريخنا ، وحتى شعور رؤوسنا جميعها محصاة. إن الله لا ينسى أولاده أبدا. ML 290.3
“فلا تهتموا للغد” (متى 6 : 34). علينا أن نتبع المسيح يوما فيوما . إن الله لا يمنحنا عونا للغد . وهو لا يعطي أولاده كل التعليمات اللازمة لسماحتهم مدى الحياة مرة واحدة لئلا يصيبهم الارتباك والحيرة . ولكنه يخبرهم على قدر ما يستطيعون تذكره والعمل به . فالقوة والحكمة اللتان تمنحان لهم هما لأجل الحاجة الراهنة: “إن كان أحدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر، فسيعطى له” (يعقوب 1 : 5). ML 291.1