“لا تدينوا لكي لا تدانوا” (متى 7 : 1). لا تحسب نفسك أفضل من غيرك فتقيم نفسك قاضيا عليه . وحيث أنك لا تستطيع تمييز البواعث فأنت غير أهل للحكم على الآخرين .أنت يا من تدين أخاك تحكم على نفسك ، وأنت بذلك تبرهن على أنك شريك الشيطان المشتكي على الإخوة . والرب يقول: “جرّبوا أنفسكم، هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم” هذا هو عملنا وواجبنا. “لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حكم علينا” (2 كورنثوس 13 : 5 ؛ 1 كورنثوس 11 : 31). ML 291.2
إن الشجرة الجيدة تصنع ثمارا جيدة. فإذا كان الثمر لا يذاق ولا ينفع في شيء كانت الشجرة رديئة . وكذلك ثمار الحياة تشهد على حالة القلب وسمو الخلق إن الأعمال الصالحة لا يمكنها أبدا أن تشتري الخلاص ، ولكنها برهان على الإيمان العامل بالمحبة الذي يطهر النفس . ومع أن الجزاء الأبدي لا يمنح لنا لاستحقاقنا إلا أنه سيكون بنسبة العمل الذي قد عملناه بنعمة المسيح. ML 291.3
وهكذا أعلن المسيح مبادئ ملكوته وأعلن أنها دستور الحياة العظيم. ولكي يعمق هذه التعاليم في القلوب أورد مثلا ، فقال أنه لا يكفي أنكم تسمعون أقوالي بل ينبغي أن تجعلوها أساس أخلاقكم وطاعتكم . إن الذات ما هي إلا رمال سائبة . فإذا بنيتم على النظريات والمخترعات البشرية فسيسقط بناؤكم لأن رياح التجارب وعواصف البلايا تكتسحه . أما المبادئ التي قدمتها لكم فستبقى . فاقبلوني وابنوا بناءكم على أقوالي. ML 291.4
“ فكل من يمع أقوالي هذه ويعمل بها، أشبّهه برجل عاقل، بنى بيته على الصخر. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبّت الرياح، ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسساً على الصخر” (متى 7 : 24، 25). ML 291.5