وهنالك درس روحي آخر من معجزة إسكات العاصفة. إن اختبار كل إنسان يشهد بصدق أقوال الكتاب المقدس: “أما الأشرار فكالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ ... ليس سلام، قال إلهي، للأشرار” (إشعياء 57 : 20 و 21). لقد قضت الخطية على سلامنا . فما دامت الذات لم تخضع بعد فلا يمكننا أن نذوق طعم الراحة . لا يمكن لأية قوة بشرية أن تضبط الأهواء والشهوات المسيطرة على القلب . إننا في هذا نمسي عاجزين كما قد عجز التلاميذ عن تهدئة تلك العاصفة الهوجاء . ولكن ذاك الذي نطق بكلمة هدأت أمواج بحر الجليل ينطق بنفس كلمه السلام لكل إنسان. فمهما يكن عنف العواصف فإن كل من يصرخون إلى يسوع قائلين: “يا سيّد نجّنا” (متى 8 : 25) سيجدون الخلاص. إن نعمته التي تصالح النفس مع الله تهدئ مصارعات الأهواء البشرية ، فيستريح القلب في محبته . “يهدئ العاصفة فتسكن، وتسكت أمواجها. فيفرحون لأنهم هدأوا، فيهديهم إلى المرفأ الذي يريدونه” (مزمور 107 : 29 و 30). “فإذ قد تبرّرنا بالإسمان لنا سلام مع الله بربّنا يسوع المسيح”، “ويكون صنع العدل سلاماً، وعمل العدل سكوناً وطمأنينة إلى الأبد” (رومية 5 : 1 ؛ إشعياء 32 : 17). ML 313.3