إن يسوع عندما أوقظ ليواجه تلك العاصفة كان يتمتع بسلام كامل. لم يكن هنالك أي أثر للخوف في كلامه أو نظراته لأن قلبه كان خاليا من الخوف. إلا أن راحته لم تكن بسبب قوته الإلهية الجبارة . ولم يكن هادئا أو ساكنا لأنه كان “سيد الأرض والبحر والسماء”، فلقد أخلى نفسه من ذلك السلطان ، وهو الذي قال: “أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً” (يوحنا 5 : 30). لقد وثق بقدرة أبيه . واستراح يسوع في الإيمان- الإيمان في محبة أبيه ورعايته ، وإن قوة تلك الكلمة التي هدأت البحر كانت قوة الله. ML 312.5
وكما استراح يسوع بالإيمان في رعاية الآب فكذلك علينا أن نطمئن إلى رعاية مخلصنا. لو كان التلاميذ قد اتكلوا عليه لكانوا قد حفظوا في سلام . فكشف خوفهم في ساعة الخطر عن عدم إيمانهم . وفي محاولتهم تخليص أنفسهم نسوا يسوع . وإذ كانوا يائسين من الاعتماد على أنفسهم اتجهوا إليه فأمكنه أن يعينهم. ML 313.1
كم من مرة يكون اختبار التلاميذ هو اختبارنا! فعندما تتجمع عواصف التجارب وتلمع البروق المخيفة وتطغى علينا الأمواج فإننا نصارع مع العاصفة وحدنا وقد نسينا أن هنالك من يستطيع أن يعيننا . إننا نثق بقوتنا حتى يخيب رجاؤنا ونوشك على الهلاك ، وحينئذ نذكر يسوع . ومتى صرخنا إليه ليخلصنا فلن يكون صراخنا باطلا . ومع إنه يوبخنا بحزن على عدم إيماننا وثقتنا بذواتنا فإنه دائما يمنحنا العون الذي نحتاجه . وسواء كنا على اليابسة أو في عرض البحر فمتى كان المخلص ساكنا في قلوبنا ليس هناك ما يدعو إلى الخوف . إن الإيمان الحي بالفادي يهدئ بحر الحياة المضطرب وينقذنا من الخطر بالكيفية التي يرى هو أنها أفضل من سواها. ML 313.2