إن يسوع إذ عاد من كورة الجرجسيين إلى الشاطئ الغربي وجد جمعاً من الناس محتشدين لاستقباله ، وقد رحبوا به فرحين. فلبث بجوار الشاطئ بعض الوقت يعلم الناس ويشفي المرضى . وبعد ذلك توجه إلى بيت متى اللاوي ليلتقي بالعشارين الذين كانوا قد تعرفوا به في وليمة متى . وفي هذا المكان وجده يايرس رئيس المجمع . ML 320.1
لقد أتى هذا الشيخ اليهودي إلى يسوع وهو في أشد حالات الضيق وخر عند قدميه صارخا: “ابنتي الصغيرة على آخر نسمة. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى فتحيا!” (مرقس 5 : 23). ML 320.2
ففي الحال مضى يسوع مع ذلك الرئيس إلى بيته. ولكن مع أن التلاميذ كانوا قد رأوا كثيراً من أعمال رحمته فقد اندهشوا من استجابته لتوسل ذلك المعلم المتعجرف . إلا أنهم رافقوا معلمهم وتبعهم جمع من الناس المشتاقين المنتظرين. ML 320.3
لم يكن بيت الرئيس يبعد كثيرا عن ذلك المكان ، ومع ذلك فقد سار يسوع ومرافقوه متمهلين ، لأن الجمع كان يزحمه من كل جانب . فنفد صبر ذلك الأب الجزع بسبب هذا التأخير ، ولكن يسوع إذ كان مدفوعا بدافع العطف على الشعب كان يتوقف من حين لآخر ليخفف آلام المتألمين أو ليعزي القلوب المضطربة. ML 320.4