كان الرسل أعضاء في أسرة يسوع وكانوا يرافقونه وهو يطوف في كل الجليل سيرا على قدميه ، كما شاركوه في الكدح وتحمل المشقات التي صادفتهم. لقد أصغوا إلى أحاديثه وساروا وتحدثوا مع ابن الله . ومن بين التعاليم التي كانوا يتلقونها كل يوم تعلموا كيف يعملون على رفعة شأن البشرية . وإذ كان يسوع يخدم الجموع الغفيرة التي ازدحمت حوله كان تلاميذه معه وهم مشتاقون إلى تنفيذ كل أوامره والتخفيف من أعبائه . كانوا يساعدون في تنظيم الجموع وفي الإتيان بالمتألمين والمرضى إلى المخلص وفي توفير الراحة والعزاء للجميع . كانوا يراقبون السامعين المهتمين ويفسرون لهم الكتب وبطرق مختلفة كانوا يخدمون مصالحهم الروحية . كذلك كانوا يعلمونهم ما قد تعلموه من يسوع .وفي كل يوم كانوا يحصلون على اختبار عظيم . ولكنهم أيضاً كانوا بحاجة إلى اختبار العمل وحدهم . وكانوا لا يزالون بحاجة إلى تعليم كثير وصبر ورقة وحنان عظيم . والآن إذ كان المخلص معهم بشخصه لينبههم إلى أخطائهم ولينصحهم ويصلح تلك الأخطاء ، أرسلهم كنواب عنه. ML 325.1
حين كان التلاميذ مع معلمهم كثيرا ما كانت تعاليم الكهنة والفريسيين تربكهم وتحيرهم ، ولكنهم كانوا يأتون بتلك التعاليم المربكة إلى يسوع ، وكان هو قد أورد لهم حقائق الكتاب ضداً للتقاليد. وهكذا قوى إيمانهم وثقتهم بكلمة الله وحررهم إلى حد كبير من الخوف من المعلمين وعبوديتهم لتقاليدهم . وفي تدريب التلاميذ كان مثال حياة المخلص أفعل من مجرد التعليم العقائدي . وعندما تركوه وخرجوا ليكرزوا تذكروا كل نظرة ونغمة صوت أو كلمة قالها يسوع . وفي أحيان كثيرة عندما كانوا يشتبكون في صراع مع أعداء الإنجيل كانوا يرددون أقواله . وعندما كانوا يرون تأثير تلك التعاليم في الشعب كانوا يفرحون فرحا عظيما. ML 325.2