إن اعترافنا بأمانة الله هو الوسيلة التي قد اختارتها السماء لإعلان المسيح للعالم. علينا أن نعترف بنعمته كما قد أعلنها القديسون مند القدم . ولكن ما يمكن أن يكون أعظم فاعلية هو شهادتنا الاختبارية . إننا نكون شهودا لله عندما نعلن في ذواتنا فاعلية القوة الإلهية . إن كل فرد له حياة تختلف عن حياة الآخرين واختبار يختلف اختلافا بينا عن اختباراتهم .والله يرغب في أن يرتفع تسبيحنا إليه وأن يكون مميزا لشخصياتنا . فهذه الاعترافات الثمينة في تسبيح مجد نعمته متى كانت تسندها حياة شبيهة بحياة المسيح ستكون لها قوة لا تقاوم تعمل لخلاص النفوس. إن البرص العشرة عندما أتوا إلى يسوع في طلب الشفاء أمرهم بأن يذهبوا ويروا أنفسهم للكاهن. وفيما هم منطلقون طهروا . ولكن واحدا منهم فقط رجع ليمجده ، أما الباقون فمضوا في طريقهم وقد نسوا ذاك الذي قد شفاهم . كم منا ما زالوا يتصرفون نفس هذا التصرف! إن الرب لا يكف عن عمل ما فيه خير البشرية وهو على الدوام يوزع بركاته . فهو يقيم المرضى من فراش الألم والضنى وهو يجنب الناس المخاطر المستورة عن أنظارهم ويرسل ملائكة السماء ليخلصوهم من الكوارث ويحرسوهم من أي “وبإ يسلك في الدجى” ومن أي “هلاك يفسد في الظهيرة” (مزمور 91 : 6)، غير أن قلوبهم لا تتأثر . لقد بذل أثمن كنوز السماء ليفتديهم ومع ذلك فهم لا يكترثون لحبه العظيم . إنهم بجحودهم يغلقون قلوبهم حتى لا تدخلها نعمة الله . إنهم يشبهون مرجا في البرية فلا يعلمون متى يجيء الخير . ونفوسهم تسكن الأماكن اليابسة في البرية. ML 323.3
علينا لأجل منفعتنا الشخصية أن نظل ذاكرين على الدوام كل عطية يمنحها لنا الله. وبهذه الكيفية يتقوى إيماننا ليطلب ويقبل من الله مزيدا من تلك الهبات . لنا في أقل بركة من البركات التي ننالها من الله تشجيع أعظم من كل ما نقرأه أو نسمعه من أخبار إيمان الآخرين واختباراتهم . إن النفس التي تستجيب لنعمة الله تكون كجنة ريا . ومثل ذلك الإنسان تنبت صحته سريعاً ونوره يشرق في الظلمة ويرى عليه مجد الرب . إذاً فلنتذكر رأفة الرب وكثرة مراحمه . وكما فعل بنو إسرائيل علينا أن نقيم من الحجارة أعمدة لتكون شهودا ونكتب عليها قصة صنائع الرب ومراحمه نحونا . وإذ نراجع معاملاته معنا في غربتنا فمن أعماق قلوبنا التي يغمرها ويصهرها الشكر نعلن قائلين: “ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي؟ كأس الخلاص أتناول، وباسم الرب أدعو. أوفي نذوري للرب مقابل كل شعبه” (مزمور 116 : 12 — 14). ML 324.1