إن ذلك الجمع المندهش الذي كان يزحم المسيح لم يكن يحس بقوة حياة أو نشاط .ولكن تلك المرأة المتألمة حينما مدت يدها لتلمسه مؤمنة بأنها ستشفى أحست بقوته الشافية. كذلك الحال في الناحية الروحية . فكون الإنسان يتكلم عن الديانة في غير اكتراث ، وكونه يصلي بدون جوع في النفس وبدون إيمان حي فكل ذلك لا يجدي النفس فتيلا . إن الإيمان الأسمى بالمسيح الذي يقبله على أنه مجرد مخلص للعالم لا يمكنه أن يمنح الناس الشفاء . فالإيمان الذي للخلاص ليس هو مجرد قبول الحق قبولا عقليا ، فذاك الذي ينتظر أن يعرف كل شيء قبلما يدرب إيمانه لا يمكنه أن ينال بركة من الله . لا يكفي كوننا نؤمن عن المسيح بل علينا أن نومن به . إن الإيمان الوحيد الذي يمكن أن ينفعنا هو الذي يعانق يسوع ويقبله كمخلص شخصي ، الإيمان الذي يخصص استحقاقات الفادي لأنفسنا . كثيرون يتمسكون بالإيمان كفكرة أو رأي . ولكن الإيمان المخلص هو اتفاقية بموجبها كل من يقبلون المسيح يرتبطون بصلة عهد مع الله . إن الإيمان الصحيح هو حياة ، والإيمان الحي معناه مزيد من النشاط والاتكال الواثق الذي بموجبه تصير النفس قوة غالبة. ML 323.1
بعدما شفى المسيح المرأة طلب منها الاعتراف بالبركة التي قد نالتها. إن البركات التي يمنحها الإنجيل ينبغي ألا ننالها بالاختلاس ولا أن نتمتع بها في الخفاء . وهكذا الرب يدعونا للاعتراف بصلاحه: “أنتم شهودي، يقول الرب، وأنا الله” (إشعياء 43 : 12). ML 323.2