ولم يكن على خدام المسيح أن يعدوا خطبا ليتكلموا بها متى أُتي بهم للمحاكمة ولكن كان يجب عليهم أن يستعدوا يوما بعد يوم بكونهم يكتنزون حقائق كلمة الله الثمينة في عقولهم وقلوبهم ، وبالصلاة يتقوى إيمانهم. فعندما كان يؤتى بهم ليحاكموا كان الروح القدس يذكرهم بنفس الحقائق التي كانوا يحتاجون اليها. ML 331.1
إن المحاولة الجادة الغيورة التي تبذلها النفس كل يوم لمعرفة الله ويسوع المسيح الذي قد أرسله لا بد أن تمنح النفس قوة وكفاءة. وإن المعرفة التي يحصل عليها الإنسان من فحصه للكتب بكل اجتهاد ستكون حاضرة في الذهن في الوقت المناسب . أما من قد أهملوا التعرف على أقوال المسيح ، فإنهم ما داموا لم يتذوقوا قوة نعمته في التجربة فلا ينتظروا أن يذكرهم الروح القدوس بكلام المسيح . كان يجب عليهم أن يخدموا الله ويعبدوه كل يوم بمحبة كاملة ومن ثم يثقون به. ML 331.2
إن العداء الذي يضمره العدو للإنجيل هو عداء مستحكم ومرير حتى أنه لن تراعى أرق الصلات الأرضية في تلك الحرب. فقد كان تلاميذ المسيح مزمعين أن يسلموا للموت بأيدي أفراد عائلاتهم . قال لهم السيد: “وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص” (مرقس 13 : 13). إلا أنه أمرهم بألا يعرضوا أنفسهم للاضطهاد من غير داع . إنه هو نفسه كان أحيانا كثيرة يترك حقلا من حقول الخدمة ويذهب إلى حقل آخر لينجو بنفسه من شر من كانوا يريدون قتله . فعندما رفضه شعب الناصرة وحاول مواطنوه قتله نزل إلى كفرناحوم حيث بهِت الناس من تعليمه ، لأن “كلامه كان بسلطان” (لوقا 4 : 32)، فعلى خدامه ألا يفشلوا أمام الاضطهاد، بل أن يبحثوا عن مكان آخر حيث يواصلون جهودهم لأجل خلاص النفوس. ML 331.3