إن التلميذ ليس أفضل من معلمه. فملك السماء قد دعي بعلزبول “رئيس الشياطين” وكذلك سيسيء الناس تصوير تلاميذه على هذا النسق . ولكن مهما يكن الخطر فعلى أتباع المسيح أن يصرحوا بمبادئهم وأن ينبذوا التستر والتخفي . إنهم لا يستطيعون أن يظلوا غير ملتزمين أو في غير مكلفين بالاعتراف بالحق حتى يضمنوا لأنفسهم النجاة . لقد أقيموا كرقباء ليحذروا الناس من خطرهم . وينبغي لهم أن يقدموا مجانا وجهارا الحق الذي قد تسلموه من المسيح . لقد قال يسوع: “الذي أقوله لكم لكم في الظلمة قولوه في النور، والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح” (متى 10 : 27). ML 332.1
إن يسوع نفسه لم يشتر السلام قط بالمساومة. لقد كان مفعم القلب حبا للجنس البشري كله ولكنه لم يتساهل قط مع خطايا الناس . كانت صداقته لهم عظيمة بحيث لم يستطع أن يظل صامتا في حين أنهم كانوا سائرين في طريق يؤدي إلى هلاك نفوسهم- تلك النفوس قد اشتراها بدمه . لقد اجتهد في أن يجعل كل إنسان أمينا لنفسه ولمصالحه الأبدية السامية. وخدام المسيح مدعوون للقيام بنفس هذا العمل ، وعليهم أن يحترسوا لئلا وهم يحاولون فض المنازعات يضحون بالحق . قال الرسول: “فلنعكف إذاً على ما هو للسلام” (رومية 14 : 19). ولكن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه بتعريض المبادئ للمساومة . ولا يمكن أن إنسانا يكون أمينا للمبادئ الصالحة دون أن يثير على نفسه المقاومات . إن المسيحية الحقيقية لا بد من أن يقاومها أبناء المعصية . ولكن يسوع يقول لتلاميذه: “ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها” (متى 10 : 28). لا حاجة بمن هم أمناء لله أن يخافوا من بطش الناس أو عداوة الشيطان . إن سلامتهم الأبدية مكفولة في المسيح . ولكن الشيء الوحيد الذي عليهم أن يخافوه ويحذروا منه هو التضحية بالحق ، إذا فعلوا ذلك فإنهم يخونون الأمانة التي قد أكرمهم الرب بها. ML 332.2