إن عمل الشيطان هو أن يملأ قلوب الناس بالشكوك. فهو يوهمهم بأن الله ديان صارم . وهو يجربهم لأن يخطئوا ، وحينئذ يجعلهم يعتبرون أنفسهم في منتهى الشر والنذالة بحيث لا يمكنهم الاقتراب من أبيهم السماوي أو استدرار عطفه وحنانه . ولكن الرب يفهم كل هذا. ويسوع يؤكد لتلاميذه عطف الله عليهم في أعوازهم وضعفاتهم . إنه لا توجد آهة تخرج من قلب إنسان ولا ألم يحس به ولا حزن يصيب النفس إلا ويختلج له قلب الآب السماوي. ML 333.1
إن الكتاب يصور لنا الله في مقدسه العظيم المرتفع ، ليس كمن هو في حالة ركود أو سكون أو استغراق ، ولا كمن هو معتزل بنفسه بلا عمل ، ولكنه محاط بربوات ربوات من أجناد السماء القديسين الذين هم على أتم استعداد لتنفيذ إرادته. وعن طريق قنوات لا علم لنا بها هو على اتصال ناشط مع كل جزء من أجزاء ملكوته . ولكن في بقعة هذا الكوكب الصغير (الأرض) ، التي بذل ابنه الوحيد لكي يخلصها ، قد تركز اهتمامه واهتمام كل سكان السماء . إن الله ينحني من عرشه ليسمع أنين المظلومين . إنه يجيب على كل صلاة تقدم من قلب مخلص بقوله: (( هأنذا )) . إنه يرفع المكروبين والمنسحقين. ML 333.2
وفي كل ضيقنا يتضايق. وفي كل تجربة أو بلية ، ملاك حضرته قريب ليخلص. ML 333.3
وحتى العصفور الصغير لا يسقط إلى الأرض بدون علم الآب. إن عداوة الشيطان لله تجعله يبغض كل من هم موضوع رعاية المخلص . وهو يحاول إفساد عمل الله ، بل إنه يسر حتى بقتل الحيوانات العجم . إن العصافير محفوظة برعاية الله وحدها لكي تشنف آذاننها بألحانها المطربة إذ حفظها الله ويرعاها ، فهو لا ينسى حتى العصافير . “فلا تخافوا! أنتم أفضل من عصافير كثيرة!” (متى 10 : 31). ML 333.4