ويستطرد يسوع قائلا: كما تعترفون بي قدام الناس فسأعترف أنا بكم أمام الله والملائكة القديسين. إنكم ستكونون شهودي على الأرض وقنوات تجري فيها نعمتي لأجل شفاء العالم. كذلك سأكون أنا نائبا عنكم وممثلا لكم في السماء . إن الآب لا ينظر إليكم في نقائصكم أو أخطائكم ولكنه يراكم وأنتم متسربلون بكمالاتي . إني أنا القناة التي فيها تنحدر بركات السماء إليكم . كل من يعترف بي بكونه يشاركني في التضحية لأجل الهالكين فسيعَترف به كمن هو شريك في أمجاد المفديين وفرحهم. ML 333.5
ولكن يجب على من يعترف بالمسيح أن يكون ساكنا في قلبه. إنه لا يستطيع أن يقدم للناس شيئا لم يحصل هو عليه . يمكن للتلاميذ أن يتكلموا عن العقائد بكل طلاقة وأن يرددوا نفس أقوال المسيح ، ولكن ما لم يملكوا وداعة ومحبة كوداعة المسيح ومحبته فإنهم لا يعترفون به . إن الروح المضاد لروح المسيح قد ينكره مهما يكن اعترافه . وقد ينكر الناس المسيح بالطعن في حق الآخرين وبكلام الجهالة والكذب والقساوة . وقد ينكرونه برفض حمل أعباء الحياة وانتهاج طريق الملذات الآثمة . وقد يشكرونه بمشاكلة أهل العالم وبتصرفهم الخالي من العطف وبالإصرار على أفكارهم الخاصة وبتزكية أنفسهم واحتضان الشكوك والبحث عن المتاعب والسلوك في الظلمة . بكلى هذه الوسائل يعلنون أن المسيح ليس فيهم . ثم يقول: “ولكن من ينكرني قدّام الناس أنكره أنا أيضاً قدّام أبي الذي في السموات” (متى 10 : 33). ML 334.1