Go to full page →

يسعون وراء المنافع المادية ML 357

وفي غضون ذلك كان هو قد وصل إلى جنيسارت بعد غياب يوم واحد. فحالما عرف الناس أنه قد أرسى: “طافوا جميع تلك الكورة المحيطة، وابتدأوا يحملون المرضى على أسرّة إلى حيث سمعوا أنه هناك” (مرقس 6: 55). ML 357.3

وبعد وقت قصير ذهب إلى المجمع وهناك وجده القادمون من بيت صيدا. وقد أخبرهم تلاميذه كيف عبر البحر . ثم أخبروا تلك الجموع المندهشة بكل أمانة عن شدة العاصفة والساعات الطوال التي قضوها و هم يجذفون بلا جدوى ضد الرياح المضادة ، وظهور المسيح ماشيا على الماء والمخاوف التي استبدت بهم عندما رأوه ، وكلامه المشجع المطمئن ، ومجازفة بطرس وما نجم عنها ، وهدوء العاصفة فجأة ووصول السفينة إلى الشاطئ بسلام . وإذ لم يقنع الناس بذلك تجمهر كثيرون منهم حول يسوع وسألوه قائلين : “يا معلّم، متى صرت هنا؟” (يوحنا 6 : 25). وكانوا يرجون أن يسمعوا من فمه تفاصيل تلك المعجزة. ML 358.1

ولكن يسوع لم يشبع فضولهم بل قال لهم بحزن: “ أنتم تطلبوننب ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم” (يوحنا 6: 26). إنهم لم يطلبوه بسبب باعث شريف ولكن حيث أنهم كانوا قد شبعوا من أرغفة الخبز كانوا ما زالوا يؤملون أنهم سيحصلون منه على خير زمني إذا كانوا يلازمونه . ولكن المخلص أمرهم قائلا: “اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية” (يوحنا 6 : 27). لا تطلبوا الخيرات الزمنية وحدها ولا يكن اهتمامكم الرئيسي هو مطاليب هذه الحياة الحاضرة . بل اطلبوا لطعام الروحي والحكمة التي تبقى إلى الأبدية . وهذا ما لا يستطيع أن يعطيه غير ابن الله وحده، “لأن هذا الله الآب قد ختمه” (يوحنا 6 : 27). ML 358.2