أفأنت مع المسيح؟ إذا فكل ما قد كتب عن الحياة الروحية موجه إليك ويمكنك أن تناله باتحادك بيسوع . هل فترت غيرتك أو تركت محبتك الأولى؟ إذا فاقبل من جديد محبة المسيح المقدمة إليك . كل من جسده واشرب من دمه وبذلك تصير واحدا مع الآب والابن. ML 364.2
لكن أولئك اليهود العديمي الإيمان رفضوا أن يروا شيئا آخر غير المعنى الحرفي لكلام المخلص. كان محرما عليهم بموجب الناموس الطقسي أن يشربوا الدم ، وهاهم الآن يؤولون أقوال المسيح بحيث تصير كلاما دنسا ، وبعد ذلك جعلوا يجادلون فيه فيما بينهم . بل أن كثيرين من التلاميذ أنفسهم قالوا: “هذا الكلام صعب! من يقدر أن يسمعه؟” (يوحنا 6 : 60). ML 364.3
فأجابهم المخلص بقوله: “ أهذا يعثركم؟ فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً إلى حيث كان أولاً! الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئاً. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة” (يوحنا 6 : 61 — 63). ML 364.4
إن حياة المسيح التي تعطي حياة للعالم هي في كلمته. لقد شفي يسوع بكلمته الأمراض وأخرج الشياطين ، وبكلمته هدأ البحر وأقام الموتى . وشهد الشعب بأن كلامه كان بسلطان . لقد تكلم بكلام الله ، كما قد تكلم على أفواه الأنبياء ومعلمي العهد القديم . إن الكتاب كله هو إعلان المسيح فأراد المخلص أن يثبت إيمان تابعيه في صدق الكلمة الإلهية. وعندما يتركهم بالجسد ينبغي أن تكون الكلمة نبع قوة لهم . وكمعلمهم كان عليهم أن يحيوا “بكل كلمة تخرج من فم الله” (متى 4 : 4). ML 364.5
وكما أن الطعام يسند حياتنا الجسدية ، كذلك حياتنا الروحية تسندها كلمة الله. فعلى كل إنسان أن يتناول الحياة لنفسه من كلمة الله . وكما يجب علينا أن نأكل لأنفسنا وبأنفسنا لكي نحصل على غذاء لأجسادنا ، كذلك علينا أن نقبل الكلمة لأنفسنا . وينبغي لنا ألا نقبلها عن طريق عقل إنسان آخر ، بل علينا أن ندرس الكلمة بكل اهتمام وحرص طالبين من الله أن يعيننا بروحه القدوس حتى نستطيع فهم كلمته . علينا أن نتناول آية واحدة ونركز أفكارنا في عملية التثبت من الفكرة الرئيسية التي وضحها الله في تلك الآية لأجلنا . وعلينا أن نتعمق في الفكرة نفسها إلى أن تصير هى فكرنا ، ونعرف “ما يقوله الرب”. ML 365.1