ثم إن زيارة المخلص لفينيقية والمعجزة التي أجراها هناك كان لها غرض أوسع. إن السيد لم يقم بذلك العمل لتلك المرأة المعذبة وحدها ، ولا لأجل التلاميذ ومن قد تسلموا منهم العمل من بعدهم ، بل “لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه” (يوحنا 20 : 31). إن نفس الناس الأشرار الذين قد أعاقوا غيرهم وأبعدوهم عن المسيح منذ تسعة عشر قرنا خلت لا يزال من على شاكلتهم يعملون نفس هذا العمل اليوم . والروح التي أقامت حائط السياج بين اليهود والأمم لا تزال تعمل بكل نشاط . لقد أقامت الكبرياء والتعصب جدرانا قوية للفصل بين طبقات الناس المختلفة ، كما حرف الناس وشوهوا المسيح ومهمته . وكثيرون يحسون بأنهم في الواقع محرومون من خدمة الإنجيل . ولكن ينبغي ألاّ يحس هؤلاء بأنهم حرموا من المسيح ، إذ لا توجد حواجز يمكن أن يقيمها الناس أو الشيطان إلا ويستطيع الإيمان أن يخترقها. ML 379.3
إن هذه المرأة الفينيقية ألقت بنفسها بالإيمان على الحواجز التي كانت قد أقيمت بين ML 379.4
اليهود والأمم. لقد وثقت بمحبة المخلص غير مكترثة للمثبطات أو الظواهر التي كان يمكن أن تسوقها إلى الشك . وهكذا يريدنا المسيح أن نثق به . إن بركات الخلاص هي لكل نفس . ولا يوجد ما يحول بين أي إنسان من مانع كي يكون شريكا لمواعيد المسيح بالإنجيل إلا ما يختاره لنفسه. ML 380.1
إن نظام الطبقات كريه في عيني الله ، فهو يتجاهل كل ما يقوم به مثل هذا النظام. ويعتبر نفوس كل الناس ذات قيمة متساوية . إنه قد “صنع من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض، وحتم بالأقات المعينة وبحدود مسكنهم، لكي يطلبوا الله لعلّهم يتلمسونه فيجدونه، مع أنه عن كل واحد منا ليس بعيداً” وبدون تمييز من ناحية العمر أو المقام أو الجنسية أو الامتيازات الدينية الجميع مدعوون لأن يأتوا إليه ويحيوا . “ كل من يؤمن به لا يخزى. لأنه لا فرق”، “ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حر”، “الغني والفقير يتلاقيان، صانعهما كليهما الرب”، “لأن رباً واحداً للجميع، غنياً لجميع الذين يدعون به. لأن: كل من يدعو اسم الرب يخلص” (أعمال 17 : 26 و 27 ؛ غلاطية 3 : 28 ؛ أمثال 22 : 2 ؛ رومية 10 : 11 — 13). ML 380.2