قضى الليل كله في الجبل ، وعندما أشرقت الشمس نزل يسوع وتلاميذه إلى السهل . وإذ كان التلاميذ غارقين في تأملاتهم كانوا صامتين وشاعرين بالرهبة . حتى بطرس نفسه لم يكن لديه ما يقوله . لقد كانوا بكل سرور يودون البقاء في ذلك المكان المقدس الذي لمسه نور السماء والذي فيه كشف ابن الله عن مجده . ولكن الشعب كانوا بحاجة إلى العمل والخدمة ، كانوا يبحثون عن يسوع هنا وهناك. ML 403.1
وعند سفح الجبل كان جمع كبير من الناس إذ اجتذبهم إلى هناك وجود باقي التلاميذ الذين تخلفوا في أسفل الجبل ، وكانوا يعرفون إلى أين ذهب يسوع . وفيما كان يسوع ML 403.2
ورفاقه الثلاثة يقتربون من ذلك الجمع أوصاهم ألا يقولوا شيئا عما قد شاهدوه قائلا: “لا تعلموا أحداً بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات” (متى 17 : 9). كان على أولئك التلاميذ الذين رأوا تلك الرؤيا أن يتأملوا ويفكروا فيها في قلوبهم لا أن يذيعوها على الناس. فلو حدثوا بها الشعب لأثار ذلك السخرية أو الدهشة العاطلة . حتى التلاميذ التسعة لم يكونوا ليستطيعوا معرفة المنظر على حقيقته حتى يقوم المسيح من الأموات . ولكي نعرف إلى أي حد كان التلاميذ الثلاثة المقربون أنفسهم بطيئي الفهم علينا أن نلاحظ هذه الحقيقة وهي أنه بالرغم من كل ما قاله لهم يسوع عن الأحداث التي تنتظره جعلوا يتساءلون فيما بينهم عن ما هو القيام من الأموات . ومع ذلك فهم لم يطلبوا من يسوع تفسيرا . إن كلامه فيما يختص بالمستقبل ملأ قلوبهم حزنا ، فلم يطلبوا منه إعلانا جديدا عن أمر سروا بأن يصدقوه ولكنهم اعتقدوا أنه لن يحدث أبدا. ML 403.3
وإذ لمح الناس الذين في السهل يسوع قادما إليهم ركضوا للقائه وجعلوا يحيونه بعبارات التوقير والفرح . ولكن عينه السريعة أدركت أنهم كانوا مرتبكين ارتباكا عظيما . لقد بدا الاضطراب على التلاميذ إذ عرضت لهم حالة جلبت عليهم الخيبة المريرة والإذلال المهين. ML 403.4