إن يسوع عند عودته إلى كفرناحوم لم يتوجه إلى الأماكن المعروفة التي كان يعلم الناس فيها بل بكل هدوء قصد هو وتلاميذه البيت الذي كان سيقيم فيه مؤقتا . وفي أثناء وجوده في الجليل قصد أن يقصر تعليمه على تلاميذه لا على خدمة الجموع ، في المدة الباقية له هناك . ML 409.1
وفيما كانوا يسافرون في الجليل قصد المسيح مرة أخرى أن يهيئ عقول تلاميذه لمواجهة الأحداث التي تنتظره . فقال لهم أنه صاعد إلى أورشليم ليموت ويقوم ثانية . ثم أضاف إلى ذلك إعلانه الغريب الخطير وهو أنه سيسلم إلى أيدي اعدائه . ولكن حتى في هذه المرة لم يفهم التلاميذ كلامه . ومع أن ظلال حزن كئيبة وقعت عليهم فقد وجد روح التنافس مجالا في قلوبهم . لقد تناقشوا فيما بينهم من منهم يعتبر الأعظم في الملكوت ، وقصدوا أن يخفوا أمر هذه المشاجرة عن يسوع . وفي هذه المرة لم يلتفوا حوله كما قد اعتادوا أن يفعلوا من قبل بل تراجعوا إلى الخلف حتى يتقدمهم هو وهم يدخلون إلى كفرناحوم . عرف يسوع أفكارهم واشتاق إلى أن يعلمهم وينصحهم . ولكنه انتظر ساعة هدوء وسكون تكون فيها قلوبهم مهيأة لقبول كلامه. ML 409.2