فأمر يسوع بطرس قائلا: “اذهب إلى البحر وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولاً خذها، ومتى فتحت فاها تجج إستاراً (قطعة نقود)، فخذه وأعطهم عني وعنك” (متى 17 : 27). ML 411.1
فمع أنه كان قد أخفى ألوهيته تحت رداء البشرية فقد أعلن مجده في هذه المعجزة . فاتضح أن هذا هو الذي قد أعلن على لسان المرنم: “لأن لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الألوف. قد علمت كل طيور الجبال، ووحوش البرية عندي. إن جعت فلا أقول لك، لأن لي المسكونة وملأها” (مزمور 50 : 10 — 12). ML 411.2
وفي حين أن يسوع جعل الأمر واضحا من أنه ليس تحت أي التزام بأن يدفع الضريبة فهو لم يشتبك في أي جدال مع اليهود في هذا الأمر ، وإلا لكانوا يحرفون أقواله ويستخدمونها ضده . وحتى لا يكون عثرة بامتناعه عن دفع تلك الجزية فقد فعل ما لم يكن يطلب منه عدلا . وكان هذا الدرس ذا قيمة عظيمة لتلاميذه . إذ كانت ستحدث تطورات هامة خاصة بعلاقتهم بالهيكل وخدمته ، وقد علمهم المسيح بهذا ألا يوقفوا أنفسهم موقف العداء من النظام المقرر بدون داع ، فكان عليهم أن يتجنبوا ، على قدر الإمكان ، إعطاء الأعداء فرصة لتحريف إيمانهم وعقيدتهم . ففي حين ينبغي للمسيحيين ألا يضحوا بأي مبدأ من مبادئ الحق عليهم أن يتجنبوا المجادلات ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا . ML 411.3