إن إرشادات المسيح الخاصة بمعاملة المخطئين هى ترديد ، بشكل قاطع أكمل ، للتعاليم المسلمة لإسرائيل بواسطة موسى وهى تقول: “لا تبغض أخاك في قلبك” (لاويين 19 : 17). ومعنى هذا أنه إذا أهمل أي واحد الواجب الذي فرضه عليه المسيح أي محاولة رد المخطئين فإنه يصبح شريكا لهم في الخطية ، لأن الشرور التي كان يمكننا أن نوقفها عند حدها ثم أهملنا في ذلك فنحن مسئولون عنها كما لو كنا قد ارتكبنا نفس تلك الشرور بأنفسنا. ML 419.3
ولكن علينا أن نكشف للمخطئ نفسه عن خطئه . يجب ألا نفسح المجال للتعليقات والانتقادات بين أنفسنا حتى ولا بعدما نخطر بها الكنيسة إذ لا يجوز لنا أن نرددها على مسامع الآخرين . إن التشهير بأخطاء المسيحيين من شأنه أن يكون حجر عثرة للعالم العديم الإيمان ، ومن جهتنا نحن أن التأمل والتحدث في هذه الأمور لا يلحقان بنا سوى الضرر لأننا نتغير بالنظر فقط . فحينما نحاول إصلاح أخطاء أحد الأخوة فإن روح المسيح يرشدنا إلى حمايته من انتقاد الناس حتى أقرب الأقربين إليه على قدر الإمكان ، وبالأحرى من تعييرات العالم العديم الإيمان . إننا نحن أنفسنا مخطئون ونحتاج إلى عطف المسيح وغفرانه . وهو يأمرنا أن نعامل بعضنا بعضا كما نريده أن يعاملنا. ML 419.4
“كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء” (متى 18 : 18). إنكم تتصرفون كسفراء السماء وستكون لعملكم نتائج أبدية ولكننا لن نحمل هذه المسئولية العظيمة وحدنا . فأينما تطاع كلمة المسيح بقلب مخلص فهناك يمكث هو . إنه لا يوجد فقط في محافل الكنيسة ، بل أينما يجتمع تلاميذه باسمه مهما كانوا قليلي العدد ، فهناك يكون هو ، وهو الذي قال: “إن اتّفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السماوات” (متى 18 : 19). ML 420.1
يقول يسوع: “أبي الذي في السماوات” وبهذا يذكّر تلاميذه أنه في حين أنه متحد بهم ببشريته ويشاركهم في تجاربهم ويرثي لهم في آلامهم ، فإنه بألوهيته مرتبط بعرش الله غير المحدود . ما أعجب هذا اليقين ! إن الأجناد السماويين يتحدون مع الناس ، في عطف وخدمة وجهاد ، لتخليص ما قد هلك . وكل قوة السماء تتحد مع مقدرة بني الإنسان في اجتذاب النفوس إلى المسيح. ML 420.2