كان مطلوبا من اليهود أن يصعدوا إلى أورشليم ثلاث مرات في السنة لأغراض دينية . أن قائد العبرانيين غير المنظور والمحتجب في عمود السحاب أعطى التعليمات والتوجيهات الخاصة بتلك المحافل . وفي أثناء سبي اليهود لم يكن ممكنا إقامة تلك الاحتفالات ولكن بعدما رد سبيهم وعادوا إلى بلادهم بدئ بالاحتفال بتلك التذكارات مرة أخرى ، وكان قصد الله من تلك الأعياد هو تذكير الشعب بالرب إلههم . ولكن ، باستثناء جماعة قليلة ، غاب هذا الغرض عن أذهان كهنة الأمة ورؤسائها . فذاك الذي قد رسم هذه المحافل القومية وعرف مدلولاتها رأى مواطن الضعف والانحراف فيها . كان عيد المظال خاتمة أعياد السنة . وقد قصد الله أن يتأمل الشعب في هذا الوقت في ذكريات خلاصه وصلاحه ورحمته . كانت البلاد كلها تحت حراسته ورعايته وكان الناس ينعمون ببركاته . وقد ظلت عينه الحارسة ترعاهم نهارا وليلا أمدا طويلا . فالشمس والمطر جعلا الأرض تعطي ثمارها ، وقد جمع الحصاد من كل أودية فلسطين وسهولها ، وجمعت ثمار الزيتون ووضع الزيت في الأواني ، كما أثمرت أشجار النخيل ثمارا وفيرة وديست ثمار الكروم- الثمار الأرجوانية اللون ، في معاصر الخمر. ML 421.1
استمر العيد سبعة أيام . ولأجل إحياء هذا العيد ترك سكان فلسطين وغيرهم من البلدان الأخرى بيوتهم وأتوا إلى أورشليم . فجاء الناس من قرب ومن بعد حاملين هداياهم دليلا على فرحهم . فالكبار والصغار والأغنياء والفقراء جميعهم أتوا بتقدماتهم كفريضة شكر لذاك الذي قد كلل السنة بوجوده وآثاره تقطر دسما . وجلبوا من الغابات كل ما يسر النظر وما يدل على الفرح الشامل ، وبذلك بدت المدينة كغابة جميلة. ML 421.2
ولم يكن هذا العيد موسم الشكر على الحصاد وحده ، بل كان أيضاً تذكارا لحفظ الله ورعايته للعبرانيين في البرية . ولأجل تذكار معيشتهم في الخيام كان الإسرائيليون يسكنون مظال أو خيام مصنوعة من أغصان الأشجار العظيمة . وكانت هذه المظال تقام في الشوارع وأروقة الهيكل أو فوق سطوح المنازل . وكان يرى كثير من تلك المظال منتشرة في الوديان وفوق التلال المحيطة بأورشليم فكانت تغص بالسكان وتنبض بالحياة و الفرح. ML 421.3