لم يسع الفريسيين إلاّ أن يندهشوا من معجزة الشفاء هذه ، ومع ذلك فقد زادوا بغضا له أكثر مما في أي وقت مضى لأن المعجزة أجريت في يوم السبت. ML 447.2
سأل جيران ذلك الأعمى والذين كانوا يعرفونه وهو أعمى: “أليس هذا هو الكائن هو الذي كان يجلس ويستعطي؟” (يوحنا 9 : 8). نظروا إليه بارتياب لأنه عندما فتحت عيناه تغيرت هيئة وجهه الذي اكتسى تألقا وسرورا وتراءى لهم كأنه إنسان آخر . وتناقلت الألسنة ذلك السؤال . فقال بعضهم: “هذا هو” وآخرون قالوا: “إنه يشبهه” وأما الذي نال البركة العظيمة فقد أنهى كل تساؤل إذ قال: “إني أنا هو”، وبعد ذلك أخبرهم عن يسوع وكيف منحه الشفاء. فلما سألوه قائلين: “أين ذاك؟” قال: “لا أعلم” (يوحنا 9 : 9 — 12). ML 447.3
وبعد ذلك أتوا به إلى مجمع الفريسيين ومرة أخرى سئل كيف أبصر . “فقال لهم: وضع طيناً على عيني واغتسلت، فأنا أبصر”. فقال قوم من الفريسيين: هذا الإنسان ليس من الله، لأنه لا يحفظ السبت” (يوحنا 9 : 15 و 16). كان الفريسيون يريدون أن يخرجوا اسم يسوع كشرير ويترتب على ذلك أنه ليس مسيا . لم يعرفوا أن ذاك الذي وضع السبت وعرف كل مطاليبه هو الذي شفى الأعمى لقد بدا عليهم أنهم يغارون جدا على كرامة السبت ومع ذلك ففي نفس ذلك اليوم كانوا يتآمرون لارتكاب جريمة قتل . ولكن الكثيرون تأثروا بشدة لدى سماعهم نبأ تلك المعجزة واقتنعوا بأن من قد فتح عيني الأعمى هو أكثر من إنسان عادي . وجوابا على اتهام يسوع بأنه خاطئ لأنه لم يحفظ السبت قالوا: “كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟” (يوحنا 9 : 16). ML 447.4
ومرة أخرى سأل المعلمون الرجل الذي كان قبلا أعمى قائلين: “ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك؟” (يوحنا 9 : 17). وقد زعم الفريسيون حينئذ أنه لم يكن أعمى فأبصر فاستدعوا أبويه وسألوهما قائلين: “أهذا ابنكما الذي تقولان إنه ولد أعمى؟ فكيف يبصر الآن؟” (يوحنا 9 : 19). ولكن كان هنالك الرجل نفسه الذي كان يعلن أنه كان أعمى وقد ارتد بصيرا غير أن الفريسيين كانوا يفضلون إنكار برهان حواسهم على الاعتراف بخطئهم . إن التعصب قوي جدا وبر الفريسيين هو الاعوجاج نفسه. ML 448.1