ثم أضاف يسوع قائلا: “ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السموات” (لوقا 10 : 20). لا تفرحوا لكونكم تملكون القوة لئلا تغيب عن أذهانكم حقيقة اعتمادكم على الله . احترسوا لئلا يتسلل إلى قلوبكم الاتكال على الذات فتخدمون بقوتكم بدلا من الاتكال على روح سيدكم وقوته . إن الذات هي أبدا مستعدة لأن تنفرد بالمجد والمديح عندما تصيب أي قدر من النجاح . والنفس تنخدع وتتكبر فلا يعود العقل يقتنع بأن الله هو الكل في الكل . يقول بولس الرسول: “لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي” (2 كورنثوس 12 : 10). فعندما نكون متحققين من ضعفنا نتعلم الاستناد على قوة ليست فطرية فينا . ليس ما يمكن أن يمسك بالقلب بكل قوة مثل شعورنا الدائم بأننا مسؤولون أمام الله . وليس هنالك ما يمكن أن يرسخ في أعماق دوافع تصرفاتنا كالإحساس بمحبة المسيح الغامرة . ينبغي لنا أن نكون على اتصال بالله وحينئذ نمتلئ بروحه القدوس الذي يجعلنا قادرين على الاتصال ببني جنسنا . إذاً فافرحوا لأنكم بواسطة المسيح صرتم في صلة مع الله وأعضاء في الأسرة السماوية . إنك عندما تنظر إلى ما هو أسمى من نفسك ستشعر شعورا دائما بضعف البشرية . وكلما أقللت من تدليلك للذات ازددت إدراكا واضحا وكاملا لعظمة مخلصك . وكلما كان ارتباطك بمصدر النور والقوة وثيقا كلما زاد النور عليك إشراقا وكلما خدمت الله بأكثر قوة . فافرح باتحادك بالله وبالمسيح وبكل أسرة السماويين. ML 466.1
وإذ كان السبعون يصغون إلى أقوال المسيح كان الروح القدس يعمق في قلوبهم الاقتناع بالحقائق الحية ويكتب الحق على ألواح قلوبهم . ومع أنهم كانوا محاطين بجماهير الشعب فقد بدأ كأنهم منفردون مع الله. ML 466.2
وإذ أدركوا وحي الساعة: “تهلّل بالروح وقال: أحمدك أيها الآب، رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك ... كل شيء قد دفع إلي من أبي. وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له” (لوقا 10 : 21، 22). ML 466.3