كان لعازر أحد مواطني بيت عنيا من أعظم تلاميذ المسيح ثباتا. فمنذ التقى المسيح أول مرة كان إيمانه قويا ومحبته له عميقة كما كان المخلص يحبه حبا عظيما . فلأجل لعازر أجرى المسيح أعظم عجائبه . لقد بارك المخلص كل من طلبوا منه المعونة فهو يحب كل الأسرة البشرية ، ولكنه مرتبط بالبعض بصلات رقيقة خاصة . كان قلبه مرتبطا بعائلة بيت عنيا بربط قوية وثيقة هي ربط المحبة الخالصة . ولأجل أحد أفراد تلك العائلة أجرى أعجب معجزاته. ML 493.1
كثيرا ما كان يسوع يجد راحته في بيت لعازر. إن المخلص لم يكن يملك بيتا لنفسه فقد كان معتمدا على كرم أصدقائه وتلاميذه ، وفي كثير من الأحيان عندما يكون متعبا وظامئا إلى عشرة الناس كان يفرح أن يهرب إلى هذه العائلة الوادعة بعيدا عن شكوك الفريسيين الغاضبين وحسدهم . وكان يجد في هذا البيت ترحيبا قلبيا وصداقة طاهرة مقدسة ، وهنا كان يمكنه أن يتحدث ببساطة وحرية كاملة عالما أن كلامه سيفهم ويدخر في القلب. ML 493.2
إن مخلصنا كان يعرف قيمة البيت الهادئ ويرحب بمن يصغون إلى كلامه باهتمام .كان يتوق إلى الرقة الإنسانية واللطف والحب. وأولئك الذين كانوا يقبلون التعليم السماوي الذي كان هو أبدا مستعدا لتقديمه للناس كانوا ينالون بركة عظيمة . وإذ كانت الجموع تتبع يسوع في الخلاء كان يكشف لهم عن جمال العالم الطبيعي . ويحاول أن يفتح عيون أذهانهم ليروا كيف تسند يد الله العالم . ولكي يجعلهم يقدرون صلاح الله وإحسانه كان يسترعي انتباه سامعيه إلى قطرات الندى النازلة في هدوء وسيول المطر ونور النهار المشرق الجميل الذي يشرق على الأشرار والصالحين . أراد أن يتحقق الناس تحققا كاملا من الاهتمام الذي يوليه الله للوسائل البشرية التي خلقها . ولكن أولئك الناس كانوا بطيئي السمع . أما في بيت أحبائه في بيت عنيا فكان يجد الراحة من كفاح الحياة العامة المتعبة . ففي هذا البيت كان يفتح لسامعيه المعجبين سفر العناية . وفي تلك الأحاديث الخاصة كان يكشف لأصفيائه ما لم يحاول أن يخبر به الجمهور المختلط . ولم تكن ثمة حاجة لأن يكلم أصدقاءه بأمثال. ML 493.3