كانت بيت عنيا قريبة جدا من أورشليم بحيث أن نبأ إقامة لعازر وصل إلى المدينة بسرعة عظيمة . فبواسطة الجواسيس الذين شاهدوا تلك المعجزة علم الرؤساء بكل ما قد حدث على وجه السرعة . وفي الحال انعقد مجمع السنهدريم ليقرروا ما ينبغي أن يفعلوه .كان المسيح حينئذ قد برهن بكل وضوح على أن له السلطان على الهاوية والموت . فتلك المعجزة العظيمة كانت هي البرهان النهائي القاطع المقدم من الله للناس على أنه قد أرسل ابنه إلى العالم ليخلصهم . لقد كانت دليلا واضحا على قدرة الله وكافية لإقناع كل عقل مدرك رشيد وكل ضمر حي مستنير . وكثيرون ممن شاهدوا إقامة لعازر آمنوا بيسوع ، ولكن عداوة الكهنة له زادت وتفاقمت . لقد رفضوا كل البراهين الأخرى على ألوهيته ، ولكن هذه المعجزة الجديدة زادتهم سخطا على سخط . إن لعازر أقيم في وضح النهار وأمام جمع كبير من الشهود . فلم يمكن لأية خدعة أو حيلة أن تدحض مثل هذا البرهان . ولهذا السبب عينه زادت عداوة الكهنة وصارت مميتة إلى أقصى حد . وقد زاد إصرارهم الآن أكثر مما في أي وقت مضى على أن يجعلوا حدا ونهاية لأعمال المسيح ونشاطه. ML 506.1
إن الصدوقيين مع أنهم لم يكونوا على وفاق مع المسيح لم تصل عداوتهم له إلى الحد الذي وصلت إليه عداوة الفريسيين ولم تكن من الشدة والمرارة كما كانت عداوة الفريسيين. ولكن ها هم الآن يفزعون أشد الفزع . لم يكونوا يعتقدون بقيامة الأموات .وقد قادهم العلم الكاذب الاسم إلى أن يتحاجوا قائلين إنه من المستحيل أن تعود الحياة إلى جسم ميت . ولكن بكلمات قليلة من فم المسيح بطلت نظريتهم وتلاشت . فاتضح لكل الناس أن الصدوقيين لا يعرفون الكتب ولا قوة الله . رأوا أنه من غير الممكن إزالة التأثير الذي حدث في عقول الشعب وقلوبهم بسبب تلك المعجزة . فكيف يرتد الناس عن يسوع وقد انتصر إذ انتزع الميت من قبره . لقد تناقلت الألسنة كثيرا من البلاغات الكاذبة ولكن لا يمكن لأحد أن ينكر تلك المعجزة ، ولم يكونوا يعرفون كيف يعطلون أو يبطلون تأثيرها . إلى هذا الحد لم يشجع الصدوقيون التدبير الذي يستهدف قتل المسيح ، ولكن بعد إقامته لعازر قرروا أنه لن يمكن إسكات تشهيره الجريء بهم إلا إذا مات. ML 506.2