كان ميعاد عيد الفصح يقترب فسار يسوع مرة أخرى إلى أورشليم ، وكان قلبه عامرا بسلام اتحاده الكامل بارادة الله ، فبخطوات مشتاقة سريعة سار متقدما إلى الأمام حيث موضع الذبيحة . أما التلاميذ فقد ساورهم إحساس غامض فيه كثير من الشك والخوف ، “وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم ويتقدمهم يسوع، وكانوا يتحيرون. وفيما هم يتبعون كانوا يخافون” (مرقس 10 : 32). ML 512.1
ومرة أخرى دعا المسيح تلاميذه الاثني عشر إليه ، وبثبات أعظم مما في أي وقت مضى كشف لهم عن تسليمه وآلامه فقال: “وأخذ الاثني عشر وقال لهم: ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان، لأنه يسلم إلى الأمم، ويستهزأ به، ويشتم ويتفل عليه، ويجلدونه، ويقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم” (لوقا 18 : 31 — 34). ML 512.2
ألم يعلنوا قبيل ذلك في كل مكان مجاهرين وقائلين: “اقترب ملكوت الله”. أو لم يقل المسيح نفسه أن كثيرين سيتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت الله ؟ ألم يعد كل من ترك شيئا لأجله بمئة ضعف في هذا الدهر وبنصيب في ملكوته العتيد ؟ أو لم يقدم للاثني عشر وعدا خاصا بأنه سيكون لهم مركز رفيع في ملكوته- أن يجلسوا على كراسي ليدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشر ؟ وها هو الآن يقول لهم إنه سيتم كل ما هو مكتوب عنه في الأنبياء . أفلم يتنبأ الأنبياء عن مجد ملك مسيا ؟ على ضوء هذه الأفكار بدا كلامه عن التسليم والاضطهاد والموت ملتبسا ومبهما وغامضا . لقد اعتقدوا أن الملكوت سيقام سريعا مهما كانت العقبات والصعوبات التي ستعترضه. ML 512.3