بعد ذلك بوقت طويل عندما تجاوب التلميذ مع المسيح عن طريق مشاركته في آلامه أعطى الرب ليوحنا شرف القربى والحظوة في ملكوته . فلقد قال المسيح: “من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي، كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه”، “من يغلب فسأجعله عموداً في هيكل إلهي، ولا يعود يخرج إلى خارج، وأكتب عليه اسم إلهي .. واسمي الجديد” (رؤيا 3 : 21 و 12). وكذلك يكتب بولس الرسول قائلا: “فإني أنا الآن أسكب سكيباً، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الرب الديّان العادل” (1 تيموثاوس 4 : 6 — 8). ML 514.1
إن من يقف في أدنى قرب من المسيح هو ذاك الذي تشرب أكثر من غيره من روح محبته المضحية بذاتها- المحبة التي “لا تتفاخر، ولا تنفتح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السوء” (1 كورنثوس 13 : 4 و 15) - تلك المحبة التي تحرك التلميذ كما قد حركت الرب نفسه لبذل كل شيء ، وإلى أن يعيش ويتعب ويضحي حتى الموت لأجل خلاص بني الإنسان . هذه الروح ظهرت في حياة بولس ، فهو الذي قال: “لي الحياة هي المسيح” لأن حياته أعلنت المسيح للناس . ثم قال: “والموت هو ربح” — ربح المسيح. لأن الموت نفسه سيعلن قوة نعمته ويجمع له نفوسا . كما قال أيضاً: “يتعظّم المسيح في جسدي، سواء كان بحياة أم بموت” (فيلبي 1 : 21 و 20). ML 514.2