وفي تلك الأثناء مر يسوع في وسطهم داخلا إلى الهيكل دون أن يلاحظوه وكان كل شيء هادئا هناك لأن المشهد الذي حدث على جبل الزيتون اجتذب الشعب . وقد بقي يسوع في الهيكل وقتا قصيرا وكان ينظر إليه نظرات حزينة . وحينئذ انسحب ومعه تلاميذه وانطلقوا إلى بيت عنيا . وعندما طلبه الشعب ليقيموه ملكا لم يجدوه. ML 546.1
قضى يسوع الليل كله في الصلاة ، وفي الصباح عاد مرة أخرى إلى الهيكل . وفي طريقه مر على بستان تين . وقد جاع “فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق، وجاء لعلّه يجد فيها شيئاً. فلما جاء إليها لم يجد شيئاً إلا ورقاً، لأنه لم يكن وقت التين” (مرقس 11 : 13). ML 546.2
لم يكن ذلك الوقت وقت التين الناضج إلاّ في بعض المواقع . وفي المرتفعات التي حول أورشليم يمكن أن يقال بحق “لم يكن وقت التين” ولكن كانت توجد في البستان الذي أتى إليه يسوع شجرة بدا عليها أنها متقدمة على كل الأشجار . كانت مكتسية بالورق . ومن الطبيعي في شجرة التين أن الثمار تظهر قبل ظهور الأوراق . ولذلك فإذ كانت هذه الشجرة مكتسية بالورق كان ذلك بشيرا بوجود الثمار الناضجة . ولكن مظهرها كان خادعا . فإذ بحث السيد بين أغصانها من أسفلها إلى أعلاها: “لم يجد شيئاً إلاً ورقاً” فلم يكن هناك غير المظهر الخادع والادعاء الكاذب. ML 546.3
وقد لعنها المسيح لعنة يبستها إذ قال: “لا يأكل أحد منك ثمراً بعد إلى الأبد!” (مرقس 11 : 14). وفي صبيحة اليوم التالي إذ كان المخلص وتلاميذه سائرين مرة أخرى في طريقهم إلى المدينة اجتذبت أنظارهم الأغصان المضروبة والأوراق اليابسة . فقال بطرس: “يا سيدي، انظر! التينة التي لعنتها قد يبست!” (مرقس 11 : 21). ML 546.4