إن عمل المسيح حين لعن تلك التينة أدهش التلاميذ . وقد بدا لهم أن ذلك التصرف كان مخالفا لمألوف طرقه وأعماله . لقد سمعوه يعلن مرارا أنه لم يأت ليدين العالم بل ليخلص به العالم . وقد تذكروا قوله إن “ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلّص” (لوقا 9 : 56). . وكانت معجزاته العجيبة كلها للإبراء والشفاء ولم تكن قط للإهلاك ، كما عرفه التلاميذ على أنه الشافي المحيي . ولكن هذا العمل كان فريدا . فجعلوا يتساءلون قائلين: ما هو غرضه من هذا ؟ ML 547.1
إن الله: “يسر بالرأفة”، “حي أنا، يقول السيد الرب، إني لا أسر بموت الشرير” (ميخا 7 : 18 ؛ حزقيال 33 : 11). إن عمل الهلاك وإعلان الله الدينونة هو في نظره “فعله الغريب” (إشعياء 28 : 21). ولكنه في رحمته ومحبته يرفع الستار عن المستقبل ويكشف للناس عن نتائج حياة الخطية. ML 547.2