إن الأمة اليهودية قد استهانت برحمة الله وغنى لطفه وإمهاله مدة تزيد على ألف عام فاستوجبوا الدينونة على أنفسهم . لقد ضربوا بإنذاراته عرض الحائط وقتلوا أنبياءه . فعلى اليهود الذين عاشوا في أيام المسيح تقع مسؤولية هذه الخطايا جميعها لكونهم ساروا طريق آبائهم ، ففي رفض المراحم والإنذارات الحاضرة يكمن ذنب ذلك الجيل الشرير . فالأغلال التي كانت تلك الأمة تطرقها وتصنعها مدى قرون طويلة كان الناس في أيام المسيح يكبلون بها أنفسهم. ML 550.1
في كل عصر يعطى للناس يوم النور والامتياز والرحمة ، ووقت للاختبار يمكنهم فيه أن يتصالحوا مع الله . ولكن وقت النعمة والرحمة هذا لابد له من نهاية وحدود . وقد تظل الرحمة تتوسل سنين عديدة ، وقد يستخف بها وترفض ، ولكن يأتي وقت فيه تقدم الرحمة آخر توسلاتها . فالقلب يتقسى بحيث لا يعود يستجيب لنداء روح الله . وحينئذ لا يعود ذلك الصوت العذب الآسر يتوسل إلى الخاطئ فيما بعد ، وتكف التوبيخات والإنذارات. ML 550.2
ذلك اليوم جاء على أورشليم . لقد بكى يسوع على تلك المدينة المقضي عليها بالهلاك ولكنه لم يستطع أن يخلصها . لقد استنفد كل وسيلة . إن بني إسرائيل إذ رفضوا إنذارات روح الله رفضوا وسيلة المعونة الوحيدة . فلم تبق بعد قوة أخرى يمكنها أن تخلصهم. ML 550.3
كانت الأمة اليهودية رمزا لكل الناس في كل العصور ممن يحتقرون توسلات المحبة غير المحدودة . ودموع المسيح التي سكبها حزنا على أورشليم كانت لأجل خطايا الناسفي كل العصور . فكل من يرفضون توبيخات روح الله القدوس وإنذاراته سيحكم عليهم بنفس الدينونة التي حكم بها على إسرائيل. ML 550.4
وفي هذا العصر كثيرون ممن يسيرون على نفس النهج الذي سار عليه اليهود العديمو الإيمان . لقد شاهدوا مظاهر قدرة الله ، كما قد كلم الروح القدس قلوبهم ولكنهم متشبثون بعدم إيمانهم ومقاومتهم . والله يقدم لهم الإنذارات والتوبيخات مرارا وتكرارا ، ولكنهم لا يرغبون في الاعتراف بأخطائهم فيرفضون رسالته ورسله . فنفس الوسيلة التي يستخدمها يستخدمها الرب لإرجاعهم تصير حجر عثرة لهم. ML 550.5