“ومن سقط هو عليه يسحقه!” (متى 21 : 44). فأولئك القوم الذين قد رفضوا المسيح كانوا سيرون مدينتهم وأمتهم وقد هلكتا وتلاشتا من الوجود . كان مجدهم سيسحق ويذرى كالرماد أمام الريح . وما الذي أهلك اليهود ؟ إنها الصخرة التي لو بنوا عليها لتمتعوا بالطمأنينة والسلام . لقد كان هو لطف الله الذي استهانوا به ، وبره الذي امتهنوه وركلوه ، ورحمته التي استخفوا بها . إن الناس يناصبون الله العداء ويقاومونه ولذلك فكل ما كان يمكن أن يكون سبب خلاصهم يصير علة هلاكهم . وكل ما أراده أن يكون لهم للحياة وجدوه للموت . لقد كان صلب اليهود للمسيح علة خراب أورشليم . والدم الذي سفك في جلجثة كان هو حجر الرحى الذي أغرقهم في لجة الهلاك في هذا العالم وفي العالم الآتي. وكذلك سيكون الحال في اليوم الأخير عندما تنقض صواعق الدينونة على جميع رافضي نعمة الله . فالمسيح الذي كان بالنسبة لهم صخرة عثرة سيظهر لهم كجبل هلاك وانتقام . إن بهاء مجد وجهه الذي هو للأبرار حياة وسلام سيكون نارا آكلة الاشرار . فلكون الخاطئ قد رفض محبة الله وازدرى بنعمته فلابد من هلاكه. ML 564.3
وبأمثلة كثيرة وإنذارات متكررة أبان المسيح لليهود ماذا ستكون نتيجة رفضهم لابن الله . وهو بهذه الأقوال يخاطب كل من يرفضون قبوله فاديا لهم ، في كل عصر ومصر . فكل إنذار قد وجه إليهم ، إذا فلا عذر لهم . فالهيكل الذي تنجس والابن العاصي العاق والكرامون الأردياء والبناؤون المزدرون- كل أولئك لهم ضريب يشبههم في اختبار كل خاطئ . فإذا لم يتب فلابد أن تحيق به الدينونة. ML 565.1