“ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تأكلون بيوت الأرامل، ولعلّة تطيلون صلواتكم. لذلك تأخذون دينونة أعظم” (متى 23 : 14). ML 578.4
كان للفريسيين نفوذ عظيم على الشعب وقد استفادوا من هذا لخدمة مصالحهم . فقد ظفروا بثقة الأرامل التقيات ، وإذ ذاك أقنعوهن بوجوب تكريس أملاكهن لأغراض دينية .وبعدما استولى أولئك المتآمرون المحتالون على أموال الأرامل استخدموها لمنفعتهم الشخصية . ولكي يخفوا تلك الخيانة كانوا يقدمون صلوات طويلة جهارا متظاهرين بالتقوى . وقد أعلن المسيح أن هذا الرياء سيجلب عليهم دينونة أعظم . وهذا التوبيخ ينصب على رؤوس كثيرين في أيامنا هذه الذين يتشدقون بالتقوى . لقد تلطخت حياتهم بالأنانية والطمع ، ومع ذلك فهم يخفون هذا كله تحت رداء الطهارة الزائفة ، وبذلك يخدعون بني جنسهم إلى حين . ولكنهم لن يستطيعوا أن يخدعوا الله . إنه يعرف كل نوايا القلب وسيدين كل إنسان حسب أعماله. ML 579.1
دان المسيح سوء المعاملة بلا رحمة ولكنه حرص أيضاً على عدم التقليل من الالتزام والمسؤولية . لقد وبخ الناس على الأنانية التي سلبت الآخرين حقوقهم ، وجعلت أصحابها يسيئون استعمال عطايا الأرامل . وفي نفس الوقت امتدح الأرملة التي أتت بتقدمتها إلى خزانة بيت الله . إن سوء استعمال الإنسان للعطية لم يحرم المعطين من بركة الله. ML 579.2