إن المسيح بعدما أورد علامات مجيئه قال: “متى رأيتم هذه الأشياء صائرة، فاعلموا أن ملكوت الله قريب” (لوقا 21 : 31). “انظروا! اسهروا وصلّوا” (مرقس 13 : 33). إن الله قدم للناس الإنذار دائما بالأحكام القادمة . وأولئك الذين آمنوا برسالته لعصرهم وتصرفوا بموجب إيمانهم إطاعة لوصاياه نجوا من الأحكام التي حلت بالعصاة وغير المؤمنين . لقد جاء كلام الله إلى نوح يقول: “ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك، لأني إياك رأيت باراً لدي”. وقد أطاع نوح الله فنجا . لقد جاءت رسالة الله إلى لوط تقول: “قوموا اخرجوا من هذا المكان، لأن الرب مهلك المدينة” (تكوين 7 : 1 ؛ 19 : 14). فوضع لوط نفسه تحت حراسة رسل السماء فنجا . كذلك قدم الإنذار إلى تلاميذ المسيح عن خراب أورشليم فالذين راقبوا علامات الخراب العتيد وهربوا من المدينة نجوا من الهلاك ، وكذلك نحن الآن فقد قدم إلينا الإنذار عن مجيء المسيح ثانية والهلاك القادم على العالم . فالذين يعون هذا الإنذار ويعملون به سيخلصون. ML 601.1
ولكوننا لا نعلم الوقت المضبوط لمجيئه فقد أمرنا بأن نسهر . “طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين” (لوقا 12 : 37). إن أولئك الساهرين إلى يوم مجيء الرب لن يكون انتظارهم باطلا أو عاطلا . إن انتظار الناس لمجيء المسيح يجعلهم يخشون الرب ويخافون من أحكامه ودينونته على العصيان والعصاة . وهو يوقظهم ليتحفظوا من خطية رفض هبات رحمة الرب . وأولئك الذين ينتظرون الرب إنما يطهرون أنفسهم بإطاعة الحق . وهم يقرنون العمل الجاد الغيور بالانتظار والسهر . ولكونهم يعلمون أن الرب على الأبواب فإن غيرتهم تنتعش لتتعاون مع الأجناد السماويين في العمل لأجل خلاص النفوس . هؤلاء هم العبيد الأمناء الحكماء الذين يقدمون لأهل بيت الرب “العلوفة في حينها” (لوقا 12 : 42). إنهم يعلنون الحق الذي يطبقونه الآن بكيفية خاصة . وكما أن كلا من أخنوخ ونوح وإبراهيم وموسى أعلن الحق لمعاصريه كذلك عبيد المسيح يقدمون اليوم الإنذار الخاص لجيلهم. ML 601.2