ولكن المسيح يقدم لنا عينة أخرى فيقول: “ولكن إن قال ذلك العبد الردي في قلبه: سيدي يبطئ قدومه. فيبتدئ يضرب العبيد رفاقه ويأكل ويشرب مع السكارى. يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره” (متى 24 : 48 — 50). ML 601.3
يقول العبد الرديء في قلبه: “سيدي يبطئ قدومه”. إنه لا يقول إن المسيح لن يأتي ولا يتهكم على فكرة مجيئه الثاني ، ولكنه في قلبه وبأعماله وبأقواله يعلن أن السيد يبطئ قدومه . وهو يبعد عن أذهان الآخرين الاقتناع بسرعة مجيء الرب . وهو يؤثر على الآخرين ليلجأوا إلى التأجيل في تصلف وعدم مبالاة . ويجعلهم يظلون مطمئنين سادرين في سباتهم وحبهم للعالم . والشهوات الأرضية والأفكار الفاسدة تتحكم في الذهن . إن العبد الرديء يأكل ويشرب مع السكارى ويشترك مع العالم في طلب المسرات ويضرب العبيد رفقاءه إذ يتهم ويدين العبيد الأمناء لسيدهم . وهو يندمج مع أهل العالم . إن العشير الشرير يتقدم مع من يشبهه في طرق العصيان إنها مماثلة مخيفة . لقد أخذ في الشرك مع العالم . “يأتي سيد ذلك العبد .. فيقطعه ويجعل نصيبه من المرائين” (متى 24 : 50 و 51). ML 602.1
“فإني إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك” (رؤيا 3 : 3). إن مجيء المسيح سيكون مفاجأة للمعلمين الكذبة . إنهم يقولون: “سلام وأمان”. فالكهنة المعلمين قبل سقوط أورشليم كانوا ينتظرون هم أيضاً أن الكنيسة ستتمتع بالنجاح والمجد العالميين . وهم يفسرون علامات الأزمنة على أنها ترمز إلى هذا . ولكن ماذا يقول الوحي؟ “يفاجئهم هلاك بغتة” (1 تسالونيكي 5 : 3). فكل الذين يعيشون على وجه كل الأرض ، وكل الذين يجعلون هذا العالم وطنا لهم سيأتي عليهم يوم الرب كالفخ وسيأتي كلص يترصد الفريسة. ML 602.2