“ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميّز بعضهم من بعض” (متى 25 : 31 و 32). هكذا صور المسيح لتلاميذه وهم فوق جبل الزيتون مشهد يوم الدينونة العظيم . كما صور لهم الحكم في ذلك على أنه يتجه إلي نقطة واحدة . فعندما تجتمع أمامه جميع الشعوب سيكون هنالك فريقان لا ثالث لهما ، ومصيرهم الأبدي سيتقرر بحسب ما قد فعلوه أو ما أهملوه من واجب نحوه في شخص الفقراء والمتألمين. ML 605.1
وفي ذلك اليوم لن يعرض المسيح أمام الناس العمل العظيم الذي قد عمله لأجلهم في بذله حياته لفدائهم ، بل سيعرض أمامهم عمل الأمانة الذي قد فعلوه لأجله . فالذين يقيمهم عن يمينه سيقول لهم :“تعالوا يا مباركة أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريباً فآويتموني. عرياناً فكسوتموني. مريضاً فزرتموني. محبوساً فأتيتم إليّ”. ولكن أولئك الذين يمتدحهم المسيح لا يعلمون أنهم قد خدموه . فيجيبهم على تساؤلهم الحائر قائلا: “بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم” (متى 25 : 34 — 36 و 40). ML 605.2
كان يسوع قد أنذر تلاميذه بأنهم سيكونون مبغضين من الجميع مضطهدين ومضايقين . وكثيرون منهم سيطردون من بيوتهم ويشردون بحيث يصيرون فقراء بلا مأوى . وكثيرون سيحل بهم الضيق والضنك بسبب الأمراض والعسر والحرمان . وكثيرون سيلقى بهم في غياهب السجون . إلا أن السيد وعد كل من ترك لأجله بيتا أو صديقا بأن يكون له في هذا الزمان مئة ضعف . والآن هاهو يؤكد لكل من قد خدموا إخوتهم أنهم سينالون بركة خاصة . قال: يمكنكم أن تتحققوا من شخصي في كل من يتألمون لأجل اسمي . وكما تريدون أن تخدمونني عليكم أن تخدموهم ، وهذا هو البرهان على أنكم تلاميذي. ML 605.3