وعد المسيح بأن يعطي الروح القدس لكنيسته ، والوعد هو لنا كما كان للتلاميذ الأولين. لكنه كأي وعد آخر يعطى بموجب شروط . كثيرون يعتقدون ويجاهرون بأن لهم الحق في وعد الرب ، وهم يتحدثون عن المسيح والروح القدس ، ومع ذلك لا يجنون فائدة . إنهم لا يسلمون نفوسهم لقيادة القوى الإلهية وإرشادها وسيادتها . إننا لا يمكننا أن نستخدم الروح القدس ، ولكن الروح هو الذي يستخدمنا . فبواسطة الروح يعمل الله في قلوب أولاده “أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة” (فيلبي 2 : 13). ولكن كثيرين لا يخضعون لهذا الحق فهم يريدون أن يسيروا أنفسهم . وهذا هو السبب في عدم قبولهم هبة السماء . إنما فقط الذين ينتظرون الرب بتواضع وينتظرون منه الإرشاد والنعمة هم الذين يعطى لهم الروح ، فقوة الله تنتظر منهم الطلب والقبول . هذه البركة الموعود بها والتي تطلب بإيمان تأتى وفي أثرها كل البركات الأخرى . وهى تعطى بحسب غنى نعمة المسيح ، وهو مستعد لأن يمنح كل نفس بحسب قدرتها على القبول. ML 639.1
إن يسوع في حديثه مع تلاميذه لم يشر إشارة محزنة إلى آلامه وموته. وقد كان آخر ما تركه لهم هو تركة السلام فقد قال: “سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” (يوحنا 14 : 27). ML 639.2
وقبلما تركوا العلية قاد المخلص تلاميذه في إنشاد تسبيحة شكر. وقد سمع صوته ليس كمن ينطق بمرثاة بل بنغمة تسبيحة عيد الفصح المفرحة ، وهي تقول: “سبّحوا الرب يا كل الأمم. حمّدوه يا كل الشعوب. لأن رحمته قد قويت علينا، وأمانة الرب إلى الدهر. هلّلويا” (مزمور 117 : 1، 2). ML 639.3