“أبي (هو) الكرّام. كل غصن فيّ لا يأتي بثمر ينزعه” (يوحنا 15 : 1 و 2). عندما يكون الغصن المطعم مرتبطا بالكرمة ارتباطا خارجيا فقد لا يكون هنالك اتحاد حيوي.وحينئذ لن يكون نمو أو ثمر . وهكذا يمكن أن يوجد ارتباط ظاهري بالمسيح دون أن يكون هنالك اتحاد حقيقي به بالإيمان . إن اعتراف الناس بالديانة قد يجعلهم ينضمون إلى الكنيسة ولكن صفاتهم وتصرفاتهم تبرهن عما إذا كانوا مرتبطين بالمسيح حقا أو لا . فإن لم يأتوا بثمر فهم أغصان كاذبة . وإن انفصالهم عن المسيح ينتهي بالهلاك الشامل كما هو ممثل بالغصن اليابس الميت ، “إن كان أحد لا يثبت فيّ يطرح خارجاً كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق” (يوحنا 15 : 6). ML 643.5
“وكل ما يأتي يثمر ينقيه (يشذبّه) ليأتي بثمر أكثر” (يوحنا 15 : 2). فمن بين الاثني عشر الذين اتبعوا يسوع كان هنالك واحد يشبه الغصن اليابس وكان مزمعا أن ينزع ، أما الباقون فكان لا بد أن يجوزوا تحت سكين التشذيب بمرورهم بالتجربة المرة . وبكل رقة ووقار أوضح يسوع غاية الكرام . إن التشذيب لا بد أن يحدث ألما ، ولكن الذي يستعمل السكين هو الآب . إنه لا يعمل بيد عابثة أو قلب عديم الاكتراث . توجد أغصان ممتدة على الأرض فهذه ينبغي فصلها عن كل الدعامات الأرضية التي تعلق بها الأفرع ، إذ عليها أن ترتفع إلى السماء وتستند على الله . ينبغي تشذيب الأفرع والأوراق الزائدة التي تمتص عصارة الحياة من الثمر ، كما ينبغي قطع الأفرع المفرطة في النمو لكي يعطى المجال لأشعة شمس البر الشافية أن تغمر الكرمة كلها . إن الكرام ينزع الأفرع النامية المضرة حتى تكون الثمار أحلى وأوفر. ML 644.1
قال يسوع: “بهذا يتمجد أبي: أن تأتوا بثمر كثير” (يوحنا 15 : 8). إن الله يريد أن يظهر فيك قداسة صفاته وإحسانه ورأفته وحنانه . ومع ذلك فالمخلص لا يأمر تلاميذه بأن يتعبوا ويكدوا لكي يأتوا بثمر ، ولكنه يأمرهم أن يثبتوا فيه إذ يقول: “إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم” (يوحنا 15 : 7). إن المسيح يثبت في تابعيه بواسطة الكلمة . هذا هو الاتحاد الحيوي الذي يتمثل في أكل جسده وشرب دمه . إن كلام المسيح هو روح وحياة . فإذ تقبلون كلامه فأنتم إنما تقبلون حياة الكرمة . إنكم تحيون “بكل كلمة تخرج من فم الله” (متى 4 : 4). وحياة المسيح فيكم تثمر ثمرا كالذي فيه . إن كوننا نحيا في المسيح ونتمسك به ونستند عليه ونستمد غذاءنا منه . فإننا نثمر ثمرا شبيها بثمر المسيح. ML 644.2