ومتى تم اتحادنا بالمسيح ينبغي المحافظة عليه . قال المسيح: :اثبتوا فيّ وأنا فيكم. كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فيّ” (يوحنا 15 : 4). هذه ليست لمسة عرضية ولا ارتباط بين حين وآخر . ولكن الغصن يصير جزءاً من الكرمة الحية . إن اتصال الحياة والقوة والثمر من الجذر إلى الأغصان يبقى دائما لا يعوقه عائق فالغصن متى انفصل عن الكرمة لا يعيش . قال يسوع : كذلك أنتم أيضاً لا حياة لكم بعيدا عني . إن الحياة التي أخذتموها مني يمكن حفظها بالشركة المستمرة معي لا بأي شيء آخر . فبدوني لا تستطيعون الانتصار على خطية واحدة أو مقاومة تجربة واحدة . ML 643.1
“اثبتوا فيّ وأنا فيكم”. إن الثبات في المسيح معناه إننا نستمد من روحه بصفة دائمة لا توقف فيها ، فتكون حياتنا حياة التسليم لخدمته في غير تحفظ . وينبغي أن تكون قناة الاتصال مفتوحة أبدا بين الإنسان وإلهه . فكما أن غصن الكرمة يمتص على الدوام عصارة الكرمة الحية كذلك علينا نحن أن نتعلق بيسوع ونقبل منه بالإيمان قوته وكمال خلقه. ML 643.2
إن الجذع يرسل غذاءه وعصارته عبر الفرع إلى أبعد عسلوج . وكذلك المسيح يرسل تيار القوة الروحية إلى كل مؤمن . وطالما كانت النفس مرتبطة بالرب فلا خطر عليها من أن تذبل أو تضعف. ML 643.3
إن حياة الكرمة تظهر في الثمر العطر الذكي الرائحة الذي تحمله الأغصان . قال يسوع: “الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” (يوحنا 15 : 5). فإذ نحيا بالإيمان بابن الله فسيظهر ثمر الروح في حياتنا . ولا تفقد ثمرة واحدة . ML 643.4